عقِب القرار الأمريكي الإنسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، بنحو أسبوع قررت وزارة الخزانة الأمريكية تفعيل عقوبات على طهران، طالت البنك المركزي الإيراني، مما دفع شركات عالمية وبنوك إعلان إنسحابها من السوق الإيراني.
بدائل إيران
وأمهلت إيران شركة النفط الفرنسية العملاقة توتال 60 يوميا لتحصل على إعفاء من العقوبات الأميركية قبل أن تلجأ إلى تعويضها بشركة صينية في أحد مشاريعها الكبرى، في وقت تحركت فيه عدد من البنوك والمؤسسات الدولية لإنهاء تعاملاتها مع طهران.
وقال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه للموقع الإخباري للوزارة (شانا) اليوم إن شركة توتال لديها شهران مهلة للحصول على إعفاء من العقوبات الأميركية بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني، وأضاف: «عدم حصول توتال على الإعفاء سيدفع إيران للاستعانة بشركة سي.أن.بي.سي الصينية».
وأبلغ الوزير الإيراني التلفزيون الرسمي أيضا بأن إبرام اتفاق مع أوروبا من شأنه أن يحث مشترين محتملين آخرين على شراء النفط الإيراني، وقال «لا تشتري أوروبا سوى ثلث النفط الإيراني، لكن الاتفاق مع أوروبا مهم لحماية مبيعاتنا والحصول على تأمين للسفن التي تنقل الخام. وسيكون ذلك أيضا مصدر إلهام لمشترين آخرين».
وزادت التجارة بين البلدين خلال العام الماضي بنسبة 19% إلى 37 مليار دولار، أما روسيا فقد تضاعفت تجارتها مع إيران خلال 2017 مقارنة بـ 2016 لتتجاوز ملياري دولار، بفضل صادرات القمح والمعدات الصناعية.
وكانت شركة النفط الصينية العملاقة «سينوبك» وقعت في مايو صفقة بقيمة 3 مليارات دولار لتطوير حقل يادافاران، لتحل الشركة الصينية محل شركة «رويال داتش شل»، التي قررت عدم المجازفة والخروج من إيران لتجنب غضب واشنطن.
واعلنت مؤسسة البترول الوطنية الصينية «CNPC» أنها تأمل بالاستحواذ على حصة شريكتها «توتال» في تطوير حقل غاز «جنوب بارس»، وذلك بعد انسحابها من المشروع الشهر الجاري بسبب العقوبات الأمريكية.
كما أن الشركات الصينية تتعاون مع نظيراتها الإيرانية في مجال بناء السكك الحديدية ومترو الأنفاق ومصانع السيارات، ويأتي ذلك في وقت تعد فيه الصين أكبر شريك تجاري لإيران، حيث قام التنين الصيني بشراء نحو ثلث النفط الإيراني في 2017.