تعد سيمين بهبهاني واحدة من أهم شاعرات العصر الذهبي لإيران، وقد شهدت تحولات إيران السياسية والإجتماعية، وانعكس ذلك على قصائدها بوضوح.
حياتها
ولدت سيمين عباس خليلي الشهيرة باسم سيمين بهبهاني في طهران عام 1927، كان والدها شاعر وصحفي ومدير جريدة اقدام، لتمكنه من اللغة العربية ترجم إليها فوق الألف بيت من ملحمة الشاهنامه، كما كان جدها من زعماء الثورة الدستورية بإيران، أما والدتها فهي فخرعظمی أرغون سيدة مجتمع وشاعرة شهيرة آنذاك شاركت في الحركة النسوية، وقد انفصلا والداها وهي في سن الثالثة، بدأت كتابة الشعر في عمر صغير، حتى أن والدتها حينما عثرت فيه وقرأته أطلقت عليها لقب بلبل الشعر الفارسي.
في عام 1946تزوجت سيمين من حسن بهبهاني، وقد عرفت بلقبه، وانجبت ثلاثة أبناء علي و حسين وأميد، لكن تم الإنفصال بعد زواج امتد لربع قرن، ثم تزوجت من منوچهر کوشیار.
وبالإضافة لكونها شاعرة معروفة، و لحنت الكثير من قصائدها للغناء، عملت بمهنة التدريس.
مكانتها الأدبية
تعد سيمين آخر جيل الرواد، فقد كانت تمتلك لغة بسيطة تدخل القلب وإحساس مرهف ورقة في الوصف عالية، كانت لها ألقاب كثيرة منها «نيما الغزل و سيدة الغزل و شاعرة المرأة» ، و اشتملت أشعارها على مواضيع مثل حب الوطن والثورة والحرب والفقر والبغاء وحرية التعبير والمساواة وحقوق النساء.
في عام 2003 تم طباعة معظم أعمالها في كتاب قيم حوالي 1200 صفحة، وقد استقبله القراء بترحيب كبير، وبعد نفاذ النسخ أعيد طبعه عدة مرات، وقد حصلت بعض قصائدها على شهرة وشعبية كبعض كلاسيكيات الشعر الفارسي.
إشتهرت سيمين بلقب سيدة الغزل، لأنها كتبت أكثر من 600 قصيدة غزل، وقد اقتفت أثر نيما يوشيج، ونتيجة للأوزان الغير مسبوقة في الشعر الفارسي و مضامين شعرها الجديدة، تسابق منتجو الأغاني لشراء أشعارها، كما كانت تترجم عن اللغة الفرنسية مثل كتاب “شعراء فرنسا المعاصرين”.
ومن الجدير بالذكر أن أخر قصيدة تم غنائها لسيمين هي «چرا رفتی» وتعني بالعربية لماذا رحلت؟ وقد غنى هذه الأغنية المطرب همايون شجريان، وهي من أرقى الأغاني الإيرانية الحديثة وأكثرهم شجن.
أشهر أعمالها :
ذلك الرجل.. رفيقي
البعث
مرمر
الثريا
عن الفن والأدب
أشعار عصرنا
خط السرعة والنار
أثر القدم
المجموعة الكاملة لأشعار سيمين بهباني
دورها الإجتماعي
كانت سيمين على الدوام تطالب بحقوق المرأة، وتقف في كل المظاهرات الحقوقية، وكانت تسارع بكتابة قصيدة إحتجاجًا على أي ظلم أو معاناة يتعرض لها شعبها، حيث كتبت قصيدة مؤلمة بعنوان يا أمهات بعد مجزرة قتل السجناء السياسين عام 1988.
وقد منعت من السفر عام 2009، وعادت من المطار قبل سفرها إلى فرنسا لإلقاء محاضرة في يوم المرأة العالمي، ورغم وقوفها دائمًا جوار المرأة كانت ترفض أن يقال عنها شاعرة المرأة، لأنها كانت ترى شعرها رسالة للإنسانية بأسرها، ولم ترغب أن تقننه في وصف.
و من الجدير بالذكر أنها قد حصلت على عدة جوائز من منظمة حقوق الإنسان، كما أختار الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قصيدتها « سأشيدك مرة ثانية يا وطني» للإستشهاد بها في خطابه إلى الشعب الإيراني.
وفاتها
في عام 2014 توفت سيمين عن عمر 87 عام، نتيجة لسكتة قلبية، وقد شيع جثمانها آلاف المحبين لها والكثير من الفنانين والأدباء.