بالأمس، أعلنت قوات الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية أنها أصبحت على مشارف مدينة الحديدة الإستراتيجية (غربي اليمن) الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وأكدت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، في بيان صحفي، أنها باتت على بعد نحو 18 كيلومترا من مطار الحديدة، ونحو 25 كيلومترا من ميناء المدينة.
وكانت مصادر عسكرية أكدت أن القوات المشاركة في العملية العسكرية، وصلت لمديرية الدريهمي، وهي منطقة ريفية تبعد نحو 18 كيلومترا عن ميناء الحديدة.
ماذا يحدث؟
وتشارك في العملية العسكرية بالساحل الغربي نحو الحديدة وحدات مدعومة من الإمارات على غرار لواء العمالقة، والمقاومة الوطنية التي يقودها طارق صالح ابن أخ الرئيس السابق علي عبد الله صالح، بالإضافة إلى مقاومة تهامة.
وكانت وكالة أسوشيتد برس نقلت أول أمس الأحد عن مصادر يمنية أن نحو 150 شخصا قتلوا خلال أربعة أيام من المعارك جنوب الحديدة، وأشارت المصادر إلى أن تقدم القوات اليمنية يجري تحت غطاء جوي توفره طائرات التحالف.
فى غضون ذلك، قامت الميليشيات الحوثية، بعمليات نهب منظم وواسع للمؤسسات الحكومية فى مدينة الحديدة، مع وصول قوات الشرعية اليمنية إلى أبواب المدينة واقتراب تحريرها.
وأكد سكان محليون، أن الميليشيات نهبت عدة مقرات حكومية فى مدينة الحديدة، ونقلتها مع وثائق خاصة بها على متن شاحنات تحركت نحو العاصمة صنعاء، برفقة عناصر مسلحة.
كما أفادت مصادر عاملة فى الميناء، أن قيادات حوثية وجهت بمصادرة وبيع كل البضائع الموجودة ، المملوكة لتجار ومستثمرين، وفقا لما نقله موقع قناة «العربية» السعودية.
دعم إيراني
من جانبه، اعترف زعيم المتمردين الحوثيين فى اليمن، عبدالملك الحوثي، مساء أمس، بهزائم ميليشياته في جبهة الساحل الغربى، مع اقتراب قوات المقاومة اليمنية من الحديدة بعد سيطرتها على مزيد من المناطق الاستراتيجية، غير أنه أكد أن ذلك لا يعنى نهاية المعركة.
وقال «الحوثي» فى خطاب بثته قناة المسيرة الفضائية الناطقة باسم الجماعة، إن أى تراجع لأسباب موضوعية لا يعني نهاية المعركة، وسقوط بعض المحافظات فى الجنوب أثبت ذلك، فى إشارة إلى تراجع جماعته فى المعارك التى يشهدها الساحل الغربى، بمحافظة الحديدة.
قال المتحدث باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، إن جماعات إيرانية تدعم ميليشات الحوثي طالتها عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية، وكشف المتحدث باسم قوات تحالف دعم الشرعية، عن استخدام الحوثيين لطائرات إيرانية من طراز «أبابيل».
وفي نوفمبر عام 2017، خرج الدعم الإيراني اللامحدود للمليشيا في اليمن إلى الضوء، بعد أن قدم قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري اعترافا هاما يعد الأول من نوعه من أعلى قيادات مؤسسة الحرس الثورى، بتقديم دعم مباشر لجماعة أنصار الله المسلحة فى اليمن.
وقال خلال مؤتمر صحفى «إن مساعدة إيران لليمن بحمل طابعا استشاريا ومعنويا بشكل أساسي، وأنها ستستمر فى المستقبل»، وقال جعفرى «السيادة في اليمن اليوم في يد جماعة أنصار الله، ومساعدات إيران لهم في حدود الدعم الاستشاري والمعنوي الذى يحتاج له اليمن غالباً، وإيران لن تألوا جهداً فى تقديم هذا العون».
حتى أن إعلام طهران علق حينها على تصريحاته معتبرا أنه اعتراف صريح للمرة الأولى بدعم الحوثيين، وذلك رغم نفي الدولة الإيرانية مسئوليتها عن إطلاق مليشيا اليمن صاروخا بالستيا بركان H2 اتجاه العاصمة السعودية الرياض فى الشهر نفسه.
وفي 14 يناير 2016 كشف «جعفري» عن وجود ما يقرب من 200 ألف مقاتل مرتبطين بالحرس الثوري الإيراني موجودين في 5 دول هي سوريا والعراق واليمن وباكستان وأفغانستان والتي تعيش جميعها اضطرابات وحروب دائرة على مدار سنوات، وأكد «جعفري» جاهزية نحو 200 ألف مقاتل فى سوريا والعراق واليمن وأفغانستان وباكستان.
أهمية الميناء
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية، أكد في تقرير عن ميناء الحديدة، أنه يُدرُّ للحوثيين إيرادات جمركية ورسومًا خدمية كبيرة، ويمكن تقدير ذلك من خلال ملاحظة حركة الشحن والتفريع اليومي التي يعرضها الموقع الإلكتروني للميناء.
وأضاف: «يدرك الحوثيون أن خروج الميناء من سيطرتهم بأية طريقة، إنما يمثِّل بداية لانهيار كيان سطتهم التي تواجه، أصلًا، الكثير من العقبات الاقتصادية؛ ولذلك يعد الميناء جبهة مستقلة بذاتها، يدافعون عنها بكل الوسائل وفي كافة الاتجاهات».
وتابع التقرير: «رغم الاتهامات التي وجهها التحالف للحوثيين باستغلال ميناء الحديدة في تهريب الأسلحة، إلا أن تقرير لجنة الخبراء التابعة لمجلس الأمن لعام 2016، لم يورد اسم هذا الميناء بين الموانئ اليمنية التي يتسلَّل عبرها السلاح المهرَّب».
وأكد التقرير على وجود أنواع مختلفة من الأسلحة إيرانية الصنع ضمن تسليح الحوثيين، وأن ثمة احتمالًا «باجتياز بعض الشحنات الحدود، إذا أُرسلت على دفعات صغيرة جدًّا على متن مراكب شراعية ساحلية».
ورغم تعرض قواعد الحوثيين ومراكز تجمعهم لآلاف الضربات، إلا أن المدينة ظلت طيلة فترة الحرب، ميدانًا نشطًا لتدريب المقاتلين والدفع بهم لتنفيذ مهام قتالية في عرض البحر، واستطاعوا أن يجعلوا من مناطق الساحل الغربي قاعدة تهديد مرعبة لسفن التحالف والسفن المدنية.