وضع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، سبعة شروط أمام الأوروبيين، مشيرًا إلى أن إيران ستحتفظ بحق استئناف الأنشطة النووية، إذا ماطلت أوروبا في تنفيذ هذه الشروط.
وقال «خامنئي» إن جميع التحركات الأميركية ضد إيران هدفها الإطاحة بالنظام، مضيفا أن واشنطن مارست كل أساليب العداء بهدف ضرب بلاده سياسيا وعسكريا واقتصاديا.
ورأى أن الولايات المتحدة ستُهزم إذا قام المسؤولون الإيرانيون بواجبهم، موضحًا أن بلاده تسعى للتوافق مع الدول الأوروبية للحفاظ على الاتفاق النووي بعد انسحاب دونالد ترامب.
وأكد المرشد الأعلى، خلال استقباله عددا من كبار المسؤولين بإيران، أن الدول الثلاث، بريطانيا وفرنسا وألمانيا: «أثبتت أنها تؤيد الولايات المتحدة في القضايا الأكثر حساسية».
وأضاف: «فالحركة القبيحة التي قامت بها فرنسا بلعب دور الشرطي السيئ في المفاوضات والعراقيل التي وضعها الإنجليز أمام إنتاج الكعكة الصفراء هما من هذه الحالات».
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أعلن في الـ 8 مايو انسحاب الولايات المتحدة رسميا من الاتفاق النووي مع إيران.
شروط خامنئي
وجاء على موقع خامنئي الرسمي أنه وضع سبعة شروط يتعين على الدول الأوروبية الالتزام بها للإبقاء على الاتفاق النووي، حيث دعا الأوروبيين إلى إصدار قرار يدين انتهاك الولايات المتحدة الاتفاق.
ولفت إلى أن الدول الأوروبية الثلاث، نكثت بتعهداتها «قبل نحو 14 عاما في المفاوضات النووية التي جرت عامي 2004 و2005، ولم يفوا بوعودهم، يجب أن يثبتوا اليوم أنهم لن يكونوا غير أمناء وناقضي عهود، في العامين الماضيين نقضت أمريكا الاتفاق النووي مرارا والتزم الأوروبيون الصمت، يجب على أوروبا التعويض عن صمتها».
وألزم أوروبا تحديدا بأن «تتعهد بأن لا تطرح قضية البرنامج الصاروخي والنفوذ الإقليمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية»، وأن تقوم بـ«مواجهة أي حظر ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأن تتصدى بكل صراحة لإجراءات الحظر الأمريكية».
وأضاف: «يجب على أوروبا ضمان مبيعات النفط الإيراني بشكل كامل، بحيث إذا أراد الأمريكان توجيه ضربة إلى مبيعات النفط الإيراني، ينبغي أن نتمكن من بيع كميات النفط التي نريدها، ويجب على الأوروبيين التعويض بشكل مضمون وشراء النفط الإيراني».
ومن شروطه أيضا أن تضمن المصارف الأوروبية «المعاملات التجارية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ليست لدينا مشكلة مع الدول الأوروبية الثلاث، لكن ليست لدينا ثقة بها، وذلك بسبب ماضيهم».
وحذر خامنئي الأوروبيين من أنه في حال تقاعسوا عن تلبية هذه المطالب «فإيران تحتفظ بحق استئناف الأنشطة النووية، وعندما نرى أن الاتفاق النووي عديم الفائدة، فإحدى الطرق هي العودة لاستئناف الأنشطة المعطلة».
الموقف الأوروبي
حتى الآن لم يظهر موقف أوروبي واضح من شروط المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، لكن الزعماء الأوروبيين، عارضوا فكرة انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، وعلى الرغم من عدم وجود خطوات جادة، إلاّ أن تصريحاتهم أظهرت تمسكهم بالاتفاق.
وتم إبرام الاتفاق النووي، المعنون رسميا بـ«خطة العمل الشاملة المشتركة»، في 14 يوليو من العام 2015، بين إيران من جهة، ومجموعة «5 + 1»، التي تضم جميع الدول الـ5 دائمة العضوية في مجلس الأمن، أي روسيا والولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا، بالإضافة إلى ألمانيا، من جهة أخرى، في إطار الجهود الدولية لتسوية ملف طهران النووي الذي استمر سنوات طويلة.
وأكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، خلال مؤتمر صحفي في بكين بعد محادثات جمعتها مع رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ، اليوم الخميس: «فيما يتعلق بالاتفاق مع إيران، فهو بالتأكيد ليس مثاليا، لكن الخيارات الأخرى تنذر بقدر أكبر من عدم الاستقرار، لذا سنظل نحترم هذا الاتفاق».
وبالأمس، قال وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان، إن الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني لم يمت، وأن هناك خلافا بهذا الشأن مع الولايات المتحدة من حيث الجوهر والأسلوب.
وأضاف لودريان- في مقابلة مع إذاعة فرانس انتر- أن فرنسا بالتأكيد لديها شواغل مشتركة مع واشنطن لا سيما بشأن البرنامج الباليستي الإيراني ورغبة الهيمنة الإقليمية من جانب طهران.
وأوضح: «لدينا خلاف جوهري لأننا نرى أن مكتسبات اتفاق فيينا التي تمنع فعليا إيران من اقتناء السلاح النووي هي مكتسبات كبيرة»، مذكرا في الوقت نفسه بأن الاتفاق لم يمت نظرا أن الأطراف الأخرى في الاتفاق وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين وروسيا لا تزال ملتزمة به.
من جانبها، وقالت هوا تشون ينغ المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية في بكين إن الاتفاق النووي مع إيران يعد مثالا جيدا على كيفية حل مشكلة بشكل سلمي عن طريق المحادثات، وأضافت أن الاتفاق لعب دورا إيجابيا مهما في ضمان منع الانتشار النووي وحماية السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
شروط بومبيو
ويوم الإثنين الماضي، وطرح بومبيو، خلال كلمة علنية أولى له بعد توليه منصب وزير الخارجية ألقاها في واشنطن وكرسها لقضية إيران، قائمة من 12 مطلبا وضعتها الولايات المتحدة أمام الحكومة الإيرانية كشرط لتطبيع العلاقات.
وأوضح بومبيو أن هذه المطالب هي:
1. وقف تخصيب اليورانيوم وعدم القيام بتكرير بلوتونيوم، بما في ذلك إغلاق مفاعلها العامل على الماء الثقيل
2. تقديم تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول البعد العسكري لبرنامجها النووي والتخلي بشكل كامل عن القيام بمثل هذه الأنشطة
3. منح مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إمكانية الوصول إلى كل المواقع في البلاد
4. وقف نشر الصواريخ الباليستية والتطوير اللاحق للصواريخ القادرة على حمل الأسلحة النووية
5. إخلاء سبيل كل المحتجزين من الولايات المتحدة والدول الحليفة والشريكة لها، الذين تم توقيفهم بناء على اتهامات مفبركة أو فقدوا في أراضي إيران
6. التعامل باحترام مع الحكومة العراقية وعدم عرقلة حل التشكيلات الشيعية المسلحة ونزع سلاحها
7. سحب جميع القوات، التي تخضع للقيادة الإيرانية، من سوريا
8. وقف تقديم الدعم لـ«التنظيمات الإرهابية»، الناشطة في الشرق الأوسط، بما في ذلك حزب الله اللبناني، وحركة حماس، وحركة الجهاد الإسلامي، ووقف الدعم العسكري للحوثيين في اليمن، ولحركة طالبان و«الإرهابيين» الآخرين في أفغانستان، وعدم إيواء مسلحي «القاعدة».
9. وقف «دعم الإرهاب» بواسطة قوات «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني.
10. التخلي عن لغة التهديد في التعامل مع دول مجاورة لها، كثير منها حلفاء للولايات المتحدة، بما في ذلك الكف عن التهديدات بالقضاء على إسرائيل والهجمات الصاروخية على السعودية والإمارات.
11. التخلي عن تهديد عمليات النقل البحرية الدولية.
12. وقف الهجمات السيبرانية.