خلال الحرب الأهلية السورية منذ عام 2011، ساعدت إيران الحكومة السورية، وقال كبير مستشاري السياسة الخارجية الإيرانية علي أكبر ولايتي، «إيران ليست مستعدة لفقدان عامل التوازن هذا لصالح الاحتلال الإسرائيلي».
وكان نائب قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني اللواء إسماعيل قائاني، قال في وقت سابق، إن «إيران بدأت سيطرتها على كل من أفغانستان والعراق وسوريا وفلسطين وإنها تتقدم بنفوذها في بقية البلدان».
سوريا محافظة إيرانية
ترى إيران أن بقاء الحكومة السورية ضمان لمصالحها لأن سوريا حليفة إيران منذ الثورة الإيرانية عام 1979 كما أنها توفر الطريق الإستراتيجي لحزب الله في لبنان، وقد صرح بعض القادة الإيرانيين بأن سوريا هي «المحافظة رقم 35» الإيرانية.
تعتبر مدينة الزبداني في غاية الاهمية للأسد وإيران، لأنها في وقت متأخر من يونيو 2011، أستخدمت كقاعدة للحرس الإيراني لمساعدة حزب الله، وقبل الحرب السورية، كان لإيران بين 2000 و3000 ضابط من الحرس الثوري متمركزا بسوريا.
في أبريل عام 2014، قال حسين أمير عبدالهيان، نائب وزير الخارجية الإيراني: «نحن لا نسعى أن يبقى الرئيس السوري، بشار الأسد رئيسًا مدى الحياة، لكننا نرفض فكرة استخدام القوى المتطرفة والإرهاب لإسقاط الأسد والحكومة السورية».
الدعم الإيراني
في مايو 2012، قال نائب رئيس فيلق القدس الإيراني، في مقابلة مع وكالة أنباء الطلبة الإيرانية، التي أزيلت فيما بعد من موقعها على الإنترنت، أنها قدمت قوات مقاتلة لدعم العمليات العسكرية السورية.
وزعمت وسائل إعلام غربية أن إيران قامت أيضًا بتدريب مقاتلين من «حزب الله»، وانتقدت الولايات المتحدة العراق الواقع بين سوريا وإيران لسماحه لإيران بشحن إمدادات عسكرية إلى الأسد عبر العراق.
وقالت ذي إيكونوميست أن إيران أرسلت بحلول فبراير 2012 إلى الحكومة السورية 9 مليار دولار لمساعدتها على تحمل العقوبات الغربية، كما أرسلت سفينتين حربيتين لميناء سوري في عرض للقوة والدعم.
وفي مارس 2012، أعلن مسؤولو المخابرات الأمريكية عن ارتفاع في الأسلحة والمساعدات التي قدمتها إيران لسوريا، كما زعموا أن مسؤولي الأمن الإيرانيين سافروا لدمشق للمساعدة في تقديم هذه المساعدة.
واستولت السلطات التركية على الصناديق والشاحنات في فبراير 2012، بما في ذلك الباندق الهجومية، والرشاشات، والمتفجرات، والمفجرات، وقذائف هاون عيار 60 و120 مم، فضلًا عن موارد أخرى على حدودها.
في منتصف سبتمبر 2015، صدرت تقارير جديدة أكدت على وصول دفعة جديدة من المحاربين التابعين للحرس الثوري في طرطوس واللاذقية في غرب سوريا، وقامت قوات من الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني والوحدات الشيعية الإيراينة بدعم وتنسيق مع مشاة البحرية الروسية والحرس الثوري الإيراني بتثبيت حواجز عسكرية في شرق محافظة اللاذقية، ومصياف (شرق محافظة طرطوس) ورأس البسيط (ساحل مدينة اللاذقية) لبسط السيطرة على هاته المناطق، وكانت هناك أيضا تقارير أخرى بينت أن إيران قامت بنشر محاربيها في سوريا في أوائل أكتوبر 2015.
ويرى الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، حسن أبو هنية، أن عدد الميليشيات التي دخلت إلى سوريا 45 ميليشا، لكن أبرزها هي ميليشيا فيلق القدس بقيادة اللواء قاسم سليماني، الجناح الخارجي للحرس الثوري الإيراني، وتبقى أكبر ميليشيا في سوريا، هي حزب الله، على اعتبار أن حزب الله لديه قوات كبيرة في سوريا منذ تدخله بشكل مباشر في سوريا نهاية 2012.
وأضاف في تصريحات لـ«دويتش فيله»: «إلى جانب ذلك هناك حوالي 40 ميليشيا عراقية، مثل حركة أبو الفضل العباس وحركة النجباء وحزب الله العراقي وميليشيا بدر، وغيرها من الميليشيات التي تدخل في إطار الحشد الشعبي في العراق والتي تحمل نفس الأسماء في سوريا، وهناك طبعا ميليشيات الفاطميون أو الزينبيون وهي ميليشيات شيعية أفغانية باكستانية».
وكان نائب قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني اللواء إسماعيل قائاني، قال هو الآخر في وقت سابق، إن «إيران مستمرة بفتح بلدان المنطقة وإن الجمهورية الإسلامية بدأت بسيطرتها على كل من أفغانستان والعراق وسوريا وفلسطين وإنها تتقدم اليوم في نفوذها في بقية بلدان المنطقة»، على حد تعبيره.
متى ستنسحب إيران؟
عقِب لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره السوري بشار الأسد، قال «بوتين»: «إننا ننطلق من أن الانتصارات الملموسة ونجاح الجيش السوري في محاربة الإرهاب وانطلاق المرحلة النشطة من العملية السياسية سيليها بدء انسحاب القوات المسلحة الأجنبية».
تصريحات الرئيس الروسي، قوبلت برد فعل عنيف من إيران التي اعتبرت أن تصريحات «بوتين» رسالة قوية لإيران من أجل الإنسحاب من سوريا، وقالت إيران إنه «لا أحد يمكنه أن يجبرها على الخروج من سوريا، وإن وجودها في هذا البلد العربي بطلب من حكومتها».
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عن المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي القول «وجودنا في سوريا هو بناء على طلب من حكومة ذلك البلد، وهدفنا هو محاربة الإرهاب»، مضيفا أن طهران «ستواصل مساعداتها لسوريا طالما هناك خطر الإرهاب».
وأوضح المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية، ألكسندر لافريننييف، أن تصريح سيد الكرملين، فلاديمير بوتين، حول سحب القوات الأجنبية من سوريا يخص جميع الجهات باستثناء روسيا.
وأضاف «لافرينتييف»، في تصريحات صحفية: «إن هذا التصريح يخص كل المجموعات العسكرية الأجنبية، التي توجد على أراضي سوريا، بمن فيهم الأمريكيون والأتراك وحزب الله والإيرانيون».
وتابع: «هذه المسألة معقدة للغاية، لأنه يجب تنفيذ هذه الإجراءات جماعيا، وينبغي أن تبدأ بالتوازي مع سير إحلال الاستقرار، لأن الجانب العسكري يقترب من نهايته، والمواجهة تشهد حاليًا مرحلة نهائية».