ردود أفعال كثيرة تعليقًا على خطاب وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، حيث طرح قائمة من 12 مطلبا وضعتها أمريكا أمام الحكومة الإيرانية كشرط لتطبيع العلاقات.
وأوضح بومبيو، في مؤتمر صحفي اليوم: «المطلوب من إيران ليس من الصعب تنفيذه ونحن لن نتساهل مع ما تفعله طهران من خلال حزب الله في أوروبا والدول العربية».
واستبق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، خطاب بومبيو قائلًا: «طهران ترفض التفاوض في القضايا غير النووية، والمفاوضات تنحصر في الاتفاق النووي».
حسن روحاني
أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن «شعبه لا يخشى التهديدات الأمريكية الفارغة، وهو أعظم شأنا بكثير من دونالد ترامب ومايك بومبیو وجون بولتون وكل المتطرفين في واشنطن»، حسب تعبيره.
وقال روحاني أمام حشد من الرياضيين مساء الثلاثاء: «الشعب الإيراني انتصر وصنع المفاخر في كل ساحات التاريخ وهنا أقول للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن هذا الشعب سينجح وينتصر في مواجهتكم».
علاء الدين بروجردي
من جهته، أعلن علاء الدين بروجردي، رئيس لجنة السياسة الخارجية والأمن في مجلس الشورى الإيراني، أن موقف أمريكا من بلاده «ناتج عن غضبها من إيران التي أفشلت مشاريعها في العراق وسوريا».
وبخصوص الاتفاق النووي الإيراني، قال بروجردي لقناة «الميادين» التلفزيونية «إن المواقف الأوروبية جيدة حتى الآن ولكن ينبغي أن تقترن بالأفعال، مؤكداً أن إيران تريد من أوروبا ضمانات عملية».
ووصف بروجردي الاستراتيجية التي عرضها مؤخراً وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، على طهران بأنها «سخيفة وتافهة»، ودعاه إلي تعلم أدبيات الدبلوماسية، واعتبر أن الوزير الأمريكي تحدث بمنطق الاستخبارات وليس الدبلوماسية.
جواد ظريف
وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تصريحات نظيره الأمريكي مايك بومبيو الأخيرة بخصوص طهران، بأنها باطلة ومبنية على أوهام قديمة.
وشدد «ظريف» على أن أمريكا باتت رهينة جماعات الضغط، مضيفا أن بومبيو كرر في تصريحاته الاتهامات السابقة تجاه طهران لكن باستخدام لهجة أكثر صرامة ووقاحة.
وقال إن «تصريحات بومبيو غير منطقية وخرقاء ولا تستحق الرد، وسياسة أمريكا الخارجية مهزومة»، مؤكدا أن الشعب الإيراني سيظل صامدا أمام أي عقوبات أمريكية.
فيديريكا موغيريني
من جانبها، أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، أنه لا يوجد حل بديل عن الاتفاق النووي مع إيران، وذلك ردا على خطاب لنظيرها الأميركي، مايك بومبيو، عرض فيه سلسلة شروط مشددة للتوصل إلى «اتفاق جديد».
وقالت موغيريني، في بيان إن «خطاب الوزير بومبيو، لم يثبت البتة، كيف أن الانسحاب من الاتفاق النووي جعل أو سيجعل المنطقة أكثر أمانا حيال تهديد الانتشار النووي، أو كيف سيجعلنا في موقع أفضل للتأثير في سلوك إيران في مجالات خارج إطار الاتفاق».
وذكرت موغيريني، نظيرها الأميركي بأن الاتفاق النووي، الذي وقع في يوليو 2015 بين طهران ومجموعة الدول الست الكبرى، التي تضم ألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا، «هو ملك المجتمع الدولي وقد صادق عليه مجلس الأمن الدولي».
وأوضحت أن الاتفاق «لم يتم التوصل إليه أبدا لتسوية كل المشاكل التي تتصل بإيران»، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي يثير في شكل منتظم مع طهران المشاكل المرتبطة بدورها الإقليمي والارهاب وعدم احترام حقوق الإنسان.
ألمانيا
وردًا على مطالب بومبيو، أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، تمسك بلاده بالاتفاق النووي مع إيران، رغم انسحاب الولايات المتحدة منه، مضيفًا: «هذا يصب في مصلحتنا الأمنية. لا نريد انتشاراً لأسلحة نووية في جوارنا».
وقال «ماس» بعد محادثات مع نواب في الكونغرس الأمريكي بالولايات المتحدة، أمس الثلاثاء: «نحن في ألمانيا وأيضاً في أوروبا عازمون على المساهمة بكل شيء للحفاظ على هذا الاتفاق، والتزام إيران به أيضاً».
ومن المقرر أن يلتقي ماس اليوم نظيره الأمريكي مايك بومبيو، في واشنطن، لإجراء محادثات حول الاتفاق النووي مع إيران، ويلتقي جون بولتون، مستشار الأمن القومي، في البيت الأبيض.
فرنسا
قال وزير الخارجية الفرنسي جون ايف لودريان اليوم الاربعاء، إن الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني لم يمت، و أن هناك خلافا في هذا الشأن مع الولايات المتحدة من حيث الجوهر و الأسلوب.
وأضاف لودريان -في مقابلة اليوم مع إذاعة «فرانس انتر»- أن فرنسا بالتأكيد لديها شواغل مشتركة مع واشنطن لا سيما بشأن البرنامج الباليستي الإيراني ورغبة الهيمنة الإقليمية من جانب طهران.
وأوضح: «لدينا خلاف جوهري لأننا نرى أن مكتسبات اتفاق فيينا التي تمنع فعليا إيران من اقتناء السلاح النووي هي مكتسبات كبيرة»، مذكرا في الوقت ذاته بأن الاتفاق لم يمت نظرا أن الأطراف الأخرى في الاتفاق و هي فرنسا و بريطانيا و ألمانيا و الصين و روسيا لا تزال ملتزمة به.
و حذر لودريان من أن العقوبات التي تعتزم الولايات المتحدة اتخاذها ضد إيران لن تسهم في دعم الحوار بل على العكس ستقوي من المحافظين و ستضعف الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي يريد التفاوض، كما أن هذا الموقف سيعرض المنطقة لمزيد من الخطر.
مطالب «بومبيو»
وطرح بومبيو، خلال كلمة علنية أولى له بعد توليه منصب وزير الخارجية ألقاها أمس الاثنين في واشنطن وكرسها لقضية إيران، قائمة من 12 مطلبا وضعتها الولايات المتحدة أمام الحكومة الإيرانية كشرط لتطبيع العلاقات.
وأوضح بومبيو أن هذه المطالب هي:
1. وقف تخصيب اليورانيوم وعدم القيام بتكرير بلوتونيوم، بما في ذلك إغلاق مفاعلها العامل على الماء الثقيل
2. تقديم تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول البعد العسكري لبرنامجها النووي والتخلي بشكل كامل عن القيام بمثل هذه الأنشطة
3. منح مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إمكانية الوصول إلى كل المواقع في البلاد
4. وقف نشر الصواريخ الباليستية والتطوير اللاحق للصواريخ القادرة على حمل الأسلحة النووية
5. إخلاء سبيل كل المحتجزين من الولايات المتحدة والدول الحليفة والشريكة لها، الذين تم توقيفهم بناء على اتهامات مفبركة أو فقدوا في أراضي إيران
6. التعامل باحترام مع الحكومة العراقية وعدم عرقلة حل التشكيلات الشيعية المسلحة ونزع سلاحها
7. سحب جميع القوات، التي تخضع للقيادة الإيرانية، من سوريا
8. وقف تقديم الدعم لـ«التنظيمات الإرهابية»، الناشطة في الشرق الأوسط، بما في ذلك حزب الله اللبناني، وحركة حماس، وحركة الجهاد الإسلامي، ووقف الدعم العسكري للحوثيين في اليمن، ولحركة طالبان والإرهابيين الآخرين في أفغانستان، وعدم إيواء مسلحي القاعدة.
9. وقف «دعم الإرهاب» بواسطة قوات «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني.
10. التخلي عن لغة التهديد في التعامل مع دول مجاورة لها، كثير منها حلفاء للولايات المتحدة، بما في ذلك الكف عن التهديدات بالقضاء على «إسرائيل» والهجمات الصاروخية على السعودية والإمارات.
11. التخلي عن تهديد عمليات النقل البحرية الدولية.
12. وقف الهجمات السيبرانية.