من جديد عادت التصريحات الإيرانية بشأن سوريا إلى صدارة المواقع، حيث أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، بأنه «ليس بوسع أحد إرغام إيران على شيء»، مؤكدًا أنه ستبقى إيران في سوريا مادام الطلب السوري قائمًا والإرهاب مستمرا.
ووصفت العلاقة بين الحكومتين الإيرانية والسورية في بعض الأحيان بـ«محور المقاومة»، وكانت سوريا هي الدولة العربية الأولى والثالثة بشكل عام، بعد الاتحاد السوفيتي وباكستان، التي اعترفت بالجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تأسست في فبراير 1979.
وأكد «قاسمي» أنّ التواجد الايراني في سوريا جاء تحت طلب من الحكومة السورية، ومن عليهم الرحيل هم من دخلوا سوريا دون إذن الحكومة السورية، مشيرًا الى مسألة الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، قائلًا: «على الدول الأوروبية طمأنة ايران».
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، أن غرف الفكر المدعومة من قبل بعض الدول تقود حربا نفسية تجاه الاتفاق النووي والموقف الأوروبي منه، مضيفًا: «أننا لن نجري أي مباحثات مع أوروبا خارج اطار الاتفاق النووي كما أن أوروبا لن تتناول أي موضوع آخر».
علاقات
يُشار إلى أنه في 16 يونيو 2006 وقع وزراء دفاع كل من سوريا وإيران اتفاقًا للتعاون العسكري ضد ما أسموه «التهديدات المشتركة» التي تشكلها «إسرائيل» والولايات المتحدة، ولم يتم تحديد تفاصيل الاتفاق، ومع ذلك قال وزير الدفاع الإيراني نجار «أن إيران تعتبر أمن سوريا من أمنها، ونحن نعتبر أن قدراتنا الدفاعية تابعة لسوريا».
وخلال الحرب الأهلية السورية منذ عام 2011، ساعدت إيران الحكومة السورية، و«الجارديان» أن الحرس الثوري الإيراني زاد من مستوى الدعم التقني ودعم الموظفين لتعزيز «قدرة سوريا على التعامل مع المتظاهرين»، وقال كبير مستشاري السياسة الخارجية الإيرانية علي أكبر ولايتي، «إيران ليست مستعدة لفقدان عامل التوازن هذا لصالح إسرائيل».
ويرى الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، حسن أبو هنية، أن عدد الميليشيات التي دخلت إلى سوريا 45 ميليشا، لكن أبرزها هي ميليشيا فيلق القدس بقيادة اللواء قاسم سليماني، الجناح الخارجي للحرس الثوري الإيراني، وتبقى أكبر ميليشيا في سوريا، هي حزب الله، على اعتبار أن حزب الله لديه قوات كبيرة في سوريا منذ تدخله بشكل مباشر في سوريا نهاية 2012.
وأضاف في تصريحات لـ«دويتش فيله»: «إلى جانب ذلك هناك حوالي 40 ميليشيا عراقية، مثل حركة أبو الفضل العباس وحركة النجباء وحزب الله العراقي وميليشيا بدر، وغيرها من الميليشيات التي تدخل في إطار الحشد الشعبي في العراق والتي تحمل نفس الأسماء في سوريا، وهناك طبعا ميليشيات الفاطميون أو الزينبيون وهي ميليشيات شيعية أفغانية باكستانية».
سوريا ولاية إيرانية
وفي أبريل من العام 2015، قال حيدر مصلحي، وزير الاستخبارات الإيراني السابق في حكومة محمود أحمدي نجاد، إن «إيران تسيطر فعلاً على أربع عواصم عربية كمال قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو».
ونقلت وكالة أنباء «فارس» عن «مصلحي» تناغم تصريحاته مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بقوله إن «تصريحات نتنياهو تبين مدى تنامي قوة إيران في المنطقة»، مضيفًا: «الثورة الإيرانية لا تعرف الحدود وهي لكل الشيعة».
وليست هذه المرة الأولى، حيث صرّح الجنرال حسين سلامي، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، قائلًا إن «المسؤولين في إيران لم يكونوا يتوقعون هذا الانتشار السريع لـ(الثورة الإسلامية) خارج الحدود لتمتد من العراق إلى سوريا ولبنان وفلسطين والبحرين واليمن وأفغانستان»، حسبما نقلت عنه وكالة مهر للأنباء.
وكان نائب قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني اللواء إسماعيل قائاني، قال هو الآخر في وقت سابق، إن «إيران مستمرة بفتح بلدان المنطقة وإن الجمهورية الإسلامية بدأت بسيطرتها على كل من أفغانستان والعراق وسوريا وفلسطين وإنها تتقدم اليوم في نفوذها في بقية بلدان المنطقة»، على حد تعبيره.