politico
الآن، بعد أن انسحبت من الاتفاقية النووية الإيرانية وأغضبت حلفائها الأوروبيين، تعلن إدارة ترامب عن استعدادها لبدء الحديث عن الخطة باء. فقد قال مسؤولون أن وزير الخارجية مايك بومبيو سيُلقي خطابًا يوم الاثنين في مؤسسة هيريتيتج الذي سيقدم فيه “استراتيجية شاملة” لما يمكن للولايات المتحدة والدول الأوروبية وغيرهم القيام به لكبح أنشطة إيران النووية وغير النووية.
ويأتي الخطاب بعد حوالي أسبوعين من إعلان الرئيس دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاقية الإيرانية. وسيوضح رد فعل القادة الأوروبيين تجاه هذا القرار مدى قوة العلاقات الأمريكية الأوروبية التي كانت متوترة بشدة منذ تولى ترامب.
وقال بريان هوك، أحد كبار مستشاري “بومبيو”، أن إدارة ترامب تنظر إلى انسحابها من الاتفاقية النووية باعتبارها “فرصة”، وليس كضرر أحدثته لنفسها، كما لمح الزعماء الآخرون.
وقال هوك للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف يوم الجمعة: “نحن بحاجة إلى نظام جديد يتعامل مع كل التهديدات الإيرانية. إننا نرى فرصة لمقاومة ومعالجة التهديدات النووية وانتشار الأسلحة النووية الإيرانية وخلق أسلوب أفضل لمنع انتشار الأسلحة وردعها في إيران والمنطقة”.
ورفض هوك مشاركة أي تفاصيل قبل خطاب بومبيو، لكنه وعد بأن الخطاب يهدف إلى التوصل إلى “اتفاقية أفضل” من الاتفاقية النووية لعام 2015، الذي تم التفاوض عليه بواسطة إدارة باراك أوباما.
وقد رفعت الاتفاقية العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران في مقابل فرض قيود صارمة على برنامجها النووي. وبالإضافة إلى الولايات المتحدة وإيران، فإن الاتفاقية تشمل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا. ويقول المفتشون الدوليون أن إيران تلتزم بجانبها من الاتفاقية.
ولكن ترامب يصر على أن الاتفاقية كانت سطحية للغاية، وأنه بدلًا من التركيز فيها فقط على القضايا النووية، كان ينبغي أن يتم التعامل مع برنامج الصواريخ البالستية الإيراني، وكذلك أنشطتها العسكرية العدوانية في الشرق الأوسط. وانتقد ترامب أيضًا حقيقة أن بعض البنود في الاتفاقية ستنتهي في العقد المقبل.
وقد أعلن الرئيس الأمريكي في مايو أنه بانسحابه من الاتفاقية سيعيد فرض عقوبات اقتصادية على إيران وعلى شركات الدول الأخرى التي ستتعامل مع الدولة التي يحكمها الإسلاميون.
وقد كان القادة الأوروبيون يتحدثون مع إيران حول كيفية إنقاذ الاتفاقية دون الولايات المتحدة. وكان الأمر تحديًا للدول الأوروبية لأن الحفاظ على الاتفاقية قد يعرض شركاتها للعقوبات الأمريكية، لكنهم يفكرون في طرق لعرقلة هذه العقوبات على شركاتهم.
وأعربت روسيا والصين عن استيائهما من قرار ترامب، وهناك احتمال بأن يحاولا سد الفراغ السياسي والدبلوماسي الذي خلفته الولايات المتحدة وأوروبا، حتى لو واجهتا عقوبات أمريكية.
ويقول بعض المحللين أنه طالما لم يفرض العقوبات الجديدة -بإيقاف فرض العقوبات على أي شركة، على سبيل المثال- فقد يكون هناك مجال للدول الأخرى في الاتفاقية لوضع أخرى جديدة تُرضي مخاوف ترامب.
ولكن بالنظر إلى عدد السنوات والتنازلات التي تلتها للوصول إلى الاتفاق الأصلي، فإن الاحتمالات الآن قليلة أن توافق إيران على جولة جديدة من المحادثات التي ستتعدى على ما هو أبعد من برنامجها النووي.
وليس من الواضح أيضًا لماذا تعتقد إدارة ترامب أنها تستطيع تكوين ائتلاف كبير للضغط على إيران كي تتفاوض. فقد زعزع الرئيس الأمريكي ثقة أوروبا بانسحابه من العديد من الاتفاقات متعددة الأطراف، بما في ذلك اتفاق باريس للتغير المناخي.
لكن هوك قال أن الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين يتفقون في مجالات أكثر بكثير مما يختلفون فيه. مثل اتفاقهم على بعض الأمور التي تثير المخاوف وتحتاج للمزيد من العمل مثل برنامج الصواريخ الإيرانية، وسجلها في حقوق الإنسان، والحاجة إلى عمليات تفتيش أقوى على برنامجها النووي. لكنه تفادي إعطاء وقت زمني محدد لطول الفترة التي تتوقع الإدارة أن تدوم فيها المناقشات.
وفي الساعات التي أعقبت إعلان ترامب الانسحاب الأمريكي من الاتفاقية، قال مسؤولو وزارة الخارجية أنهم كانوا مشغولين في التحدث مع حلفاء الولايات المتحدة حول طرق لإنقاذ أو استكمال الاتفاقية، ولم يناقشوا “الخطة ب” لما قد يحدث إذا انسحب ترامب ببساطة. وقد تم تفسير التعليق على نطاق واسع على أنه يعني أن الإدارة ليس لديها خطة احتياطية.
وقال مسؤولو وزارة الخارجية أيضًا أن مسألة ما إذا كان سيتم الإبقاء أو التخلص من تواريخ انتهاء بعض البنود -ما يسمى بالغروب- كانت نقطة خلاف رئيسية بين الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا. ويُعد إلغاء الغروب تغييرًا في الاتفاقية الأصلية، ومن غير المحتمل أن تستمر إيران دونه.
وقال زعماء أوروبيون سابقًا أنهم مستعدون لوضع اتفاقيات جديدة تتناول قضايا غير نووية إيرانية لكنهم أصروا على أن الاتفاقية النووية يجب أن تظل مستمرة. ومع ذلك، أشار هوك إلى أن بند الغروب قد شهد تقدمًا في المحادثات بين المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين.
وردًا على السؤال حول السبب الذي قد يدفع إيران للتفاوض مرة أخرى مع الولايات المتحدة، أشار هوك إلى الاحتجاجات المدفوعة بمشكلات اقتصادية في البلاد كسبب قوي سيدفع النظام الإسلامي في طهران إلى التفاوض.
وقال هوك أن إعادة فرض العقوبات الاقتصادية الأمريكية سيزيد من الضغط على الحكومة الإيرانية، وأنه يُعد “جزءً من استراتيجيتنا الدبلوماسية لمحاولة تحقيق نظام أمني أفضل”.