قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناورت، إن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لإنشاء تحالف دولي ضد إيران، على غرار التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» في سوريا والعراق، الذي أنشئ في 2014.
وأضافت «ناورت» -بحسب وكالة الأنباء الفرنسية-: «إن وزارة الخارجية استقبلت زهاء 200 سفير أجنبي يوم الاثنين لكي تشرح لهم قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 مع إيران ومناقشة الخطوات المقبلة».
وتابعت: «سنجمع بلدانا كثيرة من حول العالم لهدف محدد هو مراقبة النظام الإيراني من خلال منظور أكثر واقعية، ليس من خلال منظور الاتفاق النووي فقط، بل من خلال كل أنشطته المزعزعة للاستقرار التي لا تشكل تهديدا للمنطقة فحسب بل للعالم أجمع».
وأشارت إلى أن هذا ليس ائتلافا معاديا لإيران، «نحن نميز بوضوح بين الشعب الإيراني» و«النظام الإيراني»، موضحة أن «الأمر يتعلق بالنظام الإيراني وبأفعاله السيئة»، ولم تحدد ما إذا كان التحالف ضد إيران سيكون له أيضا شق عسكري.
وسيقوم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بتفصيل هذه الفكرة يوم الاثنين القادم، في أول خطاب له حول السياسة الخارجية، منذ توليه منصبه في نهاية أبريل الماضي، وسيتحدث في شكل خاص عن إيران و”كيفية المضي قدما” في إنشاء التحالف ضد طهران.
وردا على سؤال في شأن استعداد الأوروبيين للمشاركة في هذا التحالف الجديد على الرغم من خيبة أملهم حيال سياسة واشنطن، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أن على العديد من شركاء الولايات المتحدة أن «يتفهموا تماما المخاوف الأمريكية ولا يغضون النظر عن الموقف الإيراني».
عقوبات
وانسحبت الولايات المتحدة الأمريكية يوم الثلاثاء الماضي، من الاتفاق النووي الإيراني، وكان من المقرر أن تفرض أمريكا قيودًا على بيع العملة الأمريكية لإيران، وشراء الذهب والمعادن الثمينة الأخرى، بعد 90 يوما.
وبالأمس، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، فرض عقوبات ضد إيران، تستهدف 4 أشخاص على علاقة بالحرس الثوري و«حزب الله»، ومن بين الأشخاص الذين استهدفتهم العقوبات محافظ البنك المركزي الإيراني.
وشملت العقوبات بنك «البلاد» الإسلامي، ومقره العراق، بحسب ما ذكرته وزارة الخزانة الأمريكية على موقعها الإلكتروني على الإنترنت، وتهدد العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران بخفض إمدادات النفط العالمية.
انسحاب
في ضوء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإنسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، قالت شركة النفط والطاقة الفرنسية «توتال»، إنها قد تنسحب من المرحلة 11 بحقل بارس الجنوبي (إس.بي 11) للغاز الطبيعي.
«توتال» أكدت في بيان لها، أنه «في الثامن من مايو، أعلن (ترامب) الانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات الأميركية التي كانت سارية قبل تنفيذ خطة العمل المشتركة الشاملة، على أن يكون ذلك مرهونا بفترات زمنية محددة لتصفية النشاط».
وأكدت أنه نتيجة لذلك «فإن توتال لن تستمر في مشروع إس.بي 11، وسيتعين عليها أن تنهي جميع العمليات المرتبطة به قبل الرابع من نوفمبر 2018، ما لم تحصل توتال على إعفاء استثناء محدد من قبل أمريكا وبدعم من السلطات الفرنسية والأوروبية».
وبحسب «رويترز»، فإن «توتال» لن تقدم أي تعهدات أخرى تجاه مشروع بارس الجنوبي الإيراني، وأضافت أنها تعمل مع السلطات الفرنسية والأميركية بشأن إمكانية الحصول على إعفاء للمشروع.
وتعهدت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، في وقت سابق هذا الأسبوع، بالإبقاء على سريان الاتفاق النووي، بمحاولة الحفاظ على تدفق النفط الإيراني والاستثمارات، لكنها أقرت بأنها ستجد صعوبة في تقديم الضمانات التي تطلبها طهران.