اتفق وزيرا الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، ونظيره الفرنسي، جان إيف لودريان، على إنقاذ الاتفاق النووي مع إيران، بعد قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب، قائلًا: «أنه يريد التوصل إلى صفقة جيدة» مع إيران.
ويسعى الرئيس الأمريكي إلى تعديل الاتفاق النووي مع إيران بإضافة بعض البنود مثل السماح بشكل تام لخبراء الأسلحة النووية التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالدخول إلى كافة المناطق العسكرية السرية الإيرانية.
وأوضح «لودريان» أن «موقفنا يعبر عن عزم ووحدة وتصميم على استمرار هذا الاتفاق»، قائلًا: «إن اتفاقا دوليا يصبح لاغيا لمجرد أن الولايات المتحدة انسحبت منه، نحن باقون في الاتفاق ونريد أن يستمر ما دامت إيران تحترمه».
وقال وزير الخارجية البريطاني: «إن المملكة المتحدة وفرنسا عازمتان على حماية جوهر الاتفاق النووي مع إيران»، واعتبر الوزير البريطاني، أنه «من الضروري» استمرار الحوار مع الولايات المتحدة، وقال: «نريد أيضا أن نستمع إلى المزيد من واشنطن».
وأضاف بوريس جونسون: «غدا في بروكسل، سنبحث ما يمكننا القيام به لمساعدة الشركات البريطانية والأوروبية بحيث تكون واثقة من أنها تستطيع الاستمرار في ممارسة أعمالها، لن أدعي أن ذلك سهل، لكننا عازمون على حماية شركاتنا».
ومنذ أن كان مرشحًا للرئاسة، وعد ترامب بإلغاء الاتفاق الذي أبرمته إدارة أوباما، منتقدًا وجود «ثغرات كبيرة»، كما انتقد الاتفاق لأنه لا يتطرق بشكل مباشر إلى برنامج الصواريخ البالستية.
ووصف دونالد ترامب في كلمة له في البيت الأبيض الاتفاق النووي الإيراني بـ«الكارثي»، وأضاف «إذا سمحت باستمرار هذ الاتفاق سيصبح هناك سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط».
وفي 15يوليو 2015، أبرمت مجموعة «5+1» وإيران، بعد 22 شهرا من المفاوضات، اتفاقًا تاريخيًا حول البرنامج النووي الإيراني، نص على عدد من البنود التزم بها جميع الأطراف.
ومن أبرز البنود أيضًا، استمرار حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران لمدة خمس سنوات، فيما لن ترفع العقوبات المتعلقة بتسليح إيران بالصواريخ إلا بعد مرور ثماني سنوات.
التحركات الإيرانية
وبالأمس بدأ وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، جولة دبلوماسية لإنقاذ الاتفاق النووي، يستهلها من بكين ثم يتوجه إلى موسكو وبروكسل، ويأمل في إجراء محادثات مع الدول التي سبق ووقعت على الاتفاق في العام 2015، ويطمح في توفير ضمانات لاستمرار العلاقات التجارية.
وقال مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية لـ«سبوتنيك»: «جولة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، لن تكون الأخيرة، ومن المقرر أن يكون هناك عدة لقاءات خلال الأسابيع المقبلة حول هذا الأمر وعلى مستوى مساعدي وزراء الخارجية».
سبقت جولة وزير الخارجية الإيراني، تصريحات أطلقها قادة إيران لحث الزعماء والسياسيين في أوروبا على منع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من الإنسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، الذي أُبرم في يوليو 2015 بعد مفاوضات شاقة.
وقبل إعلان الرئيس الأمريكي إنسحابه من الاتفاق النووي، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني: «إيران يمكنها الالتزام بالاتفاق النووي الموقع عام 2015»، مضيفًا: «سنقاوم الضغوط الرامية للحد من نفوذنا في الشرق الأوسط».
وقال روحاني إن إيران كانت تعد نفسها لكل الاحتمالات، بما في ذلك الاستمرار في الاتفاق من دون أمريكا، ليظل يشمل الموقعين الأوروبيين، بالإضافة إلى الصين وروسيا، أو إلغاء الاتفاق برمته.
وأضاف الرئيس الإيراني في خطاب بثه التلفزيون الرسمي: «لسنا قلقين بشأن قرارات الولايات المتحدة المجحفة.. نحن مستعدون لكل الاحتمالات، ولن يحدث أي تغيير في حياتنا خلال الأسبوع المقبل».