بعد أيام من تصاعد التوتر الإيراني الإسرائيلي داخل الأراضي السورية، استبعدت صحيفة «الغادريان» البريطانية احتمال اندلاع حرب إقليمية بين «إسرائيل» من جهة وسوريا ولبنان وإيران من جهة أخرى.
وقالت «إسرائيل» إنها ضربت «معظم البنى التحتية العسكرية لإيران» داخل سوريا، ويقول جيش الاحتلال إن الهجمات جاءت ردا على قصف قوات إيرانية لصواريخ على مواقعه في منطقة الجولان المحتلة.
وكانت «إسرائيل» قد اتخذت يوم الثلاثاء الماضي، خطوة غير مسبوقة بإصدار أوامر للسلطات في الجولان بإعداد ملاجئ للمدنيين للحماية من القنابل، بعد تقارير عن «أنشطة غير معتادة» من قبل إيران بسوريا.
وتوضح «الجارديان» في مقال للمحلل مارك شولوف أنّ المخاوف من اندلاع مواجهة بين «إسرائيل» وإيران بلغت أوجها يوم أمس، وعلى الرغم من أهمية هذه التطورات، إلا أنه يرى أنها «لا تشكل مرحلة جديد من المواجهة شديدة الخطورة» الدائرة بين «إسرائيل» وإيران،
ويؤكد «شولوفً» أنّ الحسابات التي تسير وفقها إيران، تدل إلى أنّها ستعالج الضرر الذي تسببه إسرائيل لها: «فلا يريد القادة الإيرانيون الذين قدموا قدرات بشرية كبيرة وأنفقوا أموالًا طائلة لتعزيز الوجود الإيراني في سوريا تعريض انجازاتهم وتواجدهم الاقليمي للخطر».
وبخصوص مخاوف «إسرائيل» من اعتماد إيران على «حزب الله» الذي يشكل أقوى اسلحتها لخوض الحرب، أكد «شولوف» غياب الإشارات التي توحي بحصول ذلك، قائلاً إنّ «حزب الله» المنشغل في الحرب السورية لا يريد حالياً قتال «إسرائيل» من الأراضي اللبنانية، لإدراكه الخطر الذي يمكن أن تشكله هذه المواجهة على لبنان وعليه كحزب، وذلك بعدما حقق فوزاً ساحقا في الانتخابات البرلمانية الأسبوع المنصرم.
وختمت الصحيفة مقال محللها بأنّ إيران تدرك أنّ نفوذها المتنامي في المنطقة يقلق «إسرائيل»، مشيرا إلا انها تتحلى بالصبر الاستراتيجي لتحمّل الضربات التي تتلقاها. ومحذرا في ذات الوقت من أنّ شرارة المواجهة بين «إسرائيل» وإيران قد تشتعل نتيجة لخطأ في الحسابات.
وفي تصريحات له صباح يوم الخميس الماضي، حذر وزير الحرب الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان إيران، قائلًا: «إذا هطلت الأمطار في إسرائيل فسوف تغمر المياه إيران»، وأضاف: «هذا ليس بداية مواجهة كبيرة، وآمل أن نكون قد أنهينا هذا الفصل، وأن الرسالة بلغت الجميع».
إيران ترُد
وبالأمس، أنذرت إيران «إسرائيل» برد مدمر في حال هاجمتها مجددًا، فيما طالبت تل أبيب النظام السوري بطرد فيلق القدس الإيراني الذي اتهمته بقصف الجولان فجر الخميس الماضي، مما أدى إلى أول مواجهة مباشرة بين الإسرائيليين والإيرانيين.
وقال عضو مجلس خبراء القيادة في إيران أحمد خاتمي إن بلاده ستسوّي تل أبيب وحيفا بالأرض إذا ارتكبت «إسرائيل» ما وصفها بالحماقات، وأضاف -خلال خطبة الجمعة في طهران- أن بلاده ستواصل تطوير قدراتها الصاروخية، كما حذر كلا من السعودية والبحرين والإمارات من تداعيات التحالف مع «إسرائيل»، ووصف ذلك بأنه خطأ جسيم.
وفي وقت سابق، قال عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني محمد جواد جمالي لـ«الجزيرة» إن «إسرائيل» ترتكب أخطاء إستراتيجية ستدفع ثمنها باهظا، وأضاف أنها ستندم على اختبارها قدرات إيران في سوريا، كما قال إن الانتقام الإيراني قادم لا محالة.