الجزيرة
نفت إيران المزاع الإسرائيلية بأنها شنت هجمات صاروخية على قواتها في هضبة الجولان المحتلة، ووصفت هذه المزاعم بأنها “ملفقة” و “لا أساس لها”.
شنت إسرائيل يوم الخميس موجة من الهجمات على ما أسمته أهدافًا إيرانية في سوريا ردًا على هجمات إيرانية مزعومة استهدفت مرتفعات الجولان المحتلة من القوات الإسرائيلية للمرة الأولى. وكان هذا التبادل العسكري هو الأكثر توسعًا بين الخصمين.
وقال بهرام قاسم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية: “الهجمات المتكررة للنظام الصهيوني على سوريا تحت ذرائع ملفقة لا أساس لها هي انتهاك للسيادة الوطنية والسلامة الإقليمية لسوريا، وفيه تحد لجميع القوانين واللوائح الدولية”.
وتقول إسرائيل أنها ضربت عشرات الأهداف العسكرية الإيرانية، فضلًا عن خمس مضادة للطائرات سورية ردًا على قيام القوات الإيرانية بإطلاق 20 صاروخًا على مرتفعات الجولان المحتلة.
وأفادت وسائل الإعلام الرسمية السورية أن الدفاعات الجوية السورية قد اعترضت معظم الصواريخ القادمة على العاصمة دمشق، لكنها أكدت أيضًا أنه تم ضرب محطة رادار وموقع لتخزين الأسلحة. وأفاد التلفزيون الإيراني الرسمي أن سوريا قامت بـ “رد ساحق”. كما أدان قاسم يوم الجمعة صمت المجتمع الدولي على الهجمات الإسرائيلية في سوريا.
ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي عن قاسمي قوله: “إيران تدين بشدة هجمات إسرائيل على سوريا، وصمت المجتمع الدولي يشجع العدوان الإسرائيلي. ولسوريا كل الحق في الدفاع عن نفسها”.
ومن جهته، قال زين بصري بقناة الجزيرة، من طهران، أنه من المهم ملاحظة ما لم يرد ذكره في البيان.
“لم يكن هناك رد فعل محدد على المزاعم الإسرائيلية بأنها ضربت عددًا كبيرًا من الأهداف الإيرانية داخل سوريا، ولا ردًا محددًا على المزاعم الإسرائيلية بأن إيران كانت وراء إطلاق النار عبر الحدود، وأن إيران هي التي أطلقت النار أولًا، ولذلك فإن طهران ما زالت تحتفظ بالأمر سرًا”.
” إيران تتخطى الحد”
وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمزيد من التصرف في سوريا، محذرًا من أن الجيش الإسرائيلي سيهاجم أي دولة تستهدف بلاده بما في ذلك الغارات الوقائية.وقال نتنياهو خلال مؤتمر صحفي: “لقد عبرت إيران كل الخطوط الحمراء، وكان ردنا مناسبًا”.
“نفذ الجيش الإسرائيلي غارات واسعة ضد أهداف إيرانية في سوريا. وقد أرسلت رسالة واضحة إلى نظام الأسد بأن أعمالنا تستهدف أهدافًا إيرانية داخل سوريا، لكن إذا تصرف الجيش السوري ضدنا، فإننا سنتصرف ضده”.
ولطالما حذرت إسرائيل من تزايد التهديد الإيراني داخل سوريا. وقال وزير الدفاع أفيجدور ليبرمان في مؤتمر صحفي أن القوات الإسرائيلية دمرت تقريبًا جميع البنى التحتية العسكرية الإيرانية في سوريا يوم الخميس. فقال ليبرمان: “يجب أن يتذكروا أنه إذا هطل السيل هنا، فسوف يتدفق هناك، وآمل أن ننتهي من هذا الفصل، وأن تصل الرسالة إلى الجميع”.
وقال “زين” مراسل الجزيرة أن وزارة الخارجية الإيرانية تذهب إلى منطقة مختلفة تمامًا بروايتها.
“البيان الإيراني لمح بأن إسرائيل، وكجزء من عمقها الاستراتيجي في سوريا، كانت تدعم جماعات مثل الدولة الإسلامية وجبهة النصرة”.
ومع استمرار تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، حثت الأمم المتحدة وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا البلدين على تجنب المزيد من التصعيد.
وحث الأمين العام الأمريكي أنطونيو جوتيريس على الوقف الفوري لـ “جميع الأعمال العدائية” لتجنب “نزاع جديد” في الشرق الأوسط.
ودعت إسرائيل مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة إلى إدانة هجوم إيران، لكن مجلس الأمن ما زال منقسمًا بشدة حول سوريا، ومن المستبعد جدًا أن يصدر بيانًا. ولم يطلب أي عضو في المجلس عقد اجتماع صباح يوم الجمعة.
ولطالما حاربت إسرائيل وإيران بعضهما من خلال وكلاء، ومع تبادل الهجمات الجديد، يبدو أن كلا الطرفين كان يرسل تحذيرًا من أن صدامًا مباشرًا بينهما قد يتصاعد بسرعة.