بالأمس، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن قوات إيرانية قصفت صواريخ على مواقعه في مرتفعات الجولان المحتلة، وأضاف أن الحرس الثوري الإيراني أطلق 20 صاروخا. وقال “لم يحدد مكان أي إصابة” على المواقع الإسرائيلية.
وكانت «إسرائيل» قد اتخذت يوم الثلاثاء الماضي، خطوة غير مسبوقة بإصدار أوامر للسلطات في الجولان المحتل بإعداد ملاجئ للمدنيين للحماية من القنابل، بعد تقارير عن «أنشطة غير معتادة» من قبل قوات إيرانية في سوريا.
ويأتي ازدياد التوتر في أعقاب إعلان، دونالد ترامب، انسحاب أمريكا من الاتفاق الدولي النووي مع إيران، وجاءت تلك الغارة فور إسقاط إسرائيل لما قالت إنه طائرة مسلحة بلا طيار انطلقت من سوريا في مهمة لمهاجمة «إسرائيل».
ويمثل الهجوم على مرتفعات الجولان التي تحتلها «إسرائيل»، المرة الأولى التي تقصف فيها قوات إيرانية «إسرائيل» من سوريا، حيث تنتشر بالإضافة إلى فصائل موالية لطهران لدعم الأسد في الحرب المستمرة منذ سبع سنوات.
وزادت التوقعات بتفجر الوضع الإقليمي، بعد أن أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الثلاثاء الماضي، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، وبعد ذلك بساعات استهدفت صواريخ إسرائيلية قاعدة عسكرية في الكسوة.
تحذيرات إسرائيلية
قالت «إسرائيل» إن قواتها «ضربت كل البنية التحتية الإيرانية في سوريا»، وذلك في تعليق على الهجمات التي شنتها ردا على إطلاق صواريخ من سوريا على قواعد عسكرية إسرائيلية في مرتفعات الجولان، فجر الخميس.
وبعد ساعات على الضربات الإسرائيلية، قال وزير الحرب، أفيجدور ليبرمان، إن «إسرائيل» ضربت كل البنية التحتية الإيرانية في الأراضي السورية، معربا، في الوقت نفسه، عن أمله في أن يكون «هذا الفصل قد انتهى».
واعتبرت «إسرائيل» أن فيلق القدس الذراع المسؤولة عن العمليات الخارجية للحرس الثوري هو الذي أطلق الصواريخ، وقال المتحدث العسكري، كولونيل جوناثان كونريكوس، إن قاسم سليماني هو من أمر بتنفيذ الهجوم.
وحسب مصادر سورية، فإن الرد الإسرائيلي تمثل بعشرات الضربات الصاروخية التي أصابت موقع رادار ومواقع دفاع جوي سورية ومستودعا للذخيرة، وهو ما يسلط الضوء على تصعيد أوسع ينطوي على إيران وحلفائها.
إيران ترُد
نفى نائب رئيس لجنة الأمن القومي الإيراني، أبو الفضل بيغي، أن تكون بلاده هي من نفذت ضربة صاروخية على مواقع الجولان، مؤكدا أن الجيش السوري هو من قام بالضربة الصاروخية.
وقال حسن بيغي في حديث لوكالة «سبوتنيك» اليوم الخميس: «إيران ليس لها علاقة بالصواريخ التي تم إطلاقها أمس الأربعاء على إسرائيل، ولو كانت إيران من قامت بذلك لأعلنا فورا».
وأضاف رئيس لجنة الأمن القومي الإيراني: «عندما تعدت علينا عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وقررنا الرد قمنا بهجوم صاروخي على مواقع للتنظيم بدير الزور وأعلنا ذللك فورا».
وحول الاتهامات «الإسرائيلية» لإيران، قال: «لا تواجد عسكري لإيران في سوريا، ولا قواعد، وإسرائيل تكذب، ومن قام بالضربة أمس هي سوريا، وهو رد على الاعتداءات المتكررة».
هل ستتوقف الضربات؟
قال الأمين العام المساعد لاتحاد القوى السورية الدكتور سعد القصير، إن «الرد السوري على الانتهاكات الإسرائيلية هذه المرة جاء ساحقا، والهدف منه أن تعي إسرائيل الدرس ولا تكرر انتهاكاتها للأراضي السورية، لأن هذه الدولة لها حكومة ورئيس وجيش قادرون على حمايتها والتصدي لمن يهاجمها».
وأوضح القصير، في تصريحات خاصة لـ«سبوتنيك»، اليوم الخميس، أن المطلب الرئيسي للجميع في سوريا خلال الفترة الماضية، كان ضرورة الرد على إسرائيل بضربة عسكرية تتناسب مع ما تقوم به من انتهاكات داخل سوريا، وأن يكون الرد قويا يوضح أن الدولة تمتلك قوة للرد بها على إسرائيل.
ولفت السياسي السوري إلى أن التحركات السياسية والدبلوماسية مطلوبة بالطبع، ولكن يجب أن تكون الدبلوماسية مصحوبة برسالة التهديد، وهي أن سوريا تملك القوة الضاربة، وأن إسرائيل ليست بعيدة عن يد الجيش السوري، وأن عدم الاشتباك مع إسرائيل لا يعني الضعف، وإنما كان لانشغال الجيش بمحاربة الإرهابيين.
الصحفي رون بن بشاي، قال في تحليل نشر بموقع واينت: «الان، بعد الهجمات الانتقامية للجيش الإسرائيلي الليلة على المناطق السورية، إسرائيل ستقرر إلى أي مدى ستستمر بتحدي الإيرانيين حتى يقرروا بانهم لن يسمحوا لانفسهم بتلقي ضربات إضافية وان يتوقفوا عن مواجهات يبادرون لها، أو أن يقرروا السير نحو حرب شاملة، والتي لربما سيقومون اقحام حزب الله وصواريخه بها من لبنان».
وأضاف: «هذا تطور جميع الأطراف حاليا لا تريده، لكنه بالتأكيد ممكن في هذا الوضع الحالي الحساس»، مضيفًا: «حاليا، الجيش الإسرائيلي وفيلق القدس نجحوا في هذه اللعبة بمشي خطير على حافة المواجهة، دون الدخول في الحرب. السؤال هو ان كان هذا الوضع سيستمر طويلا».
وتابع: «في كافة الحالات إسرائيل ردت بضربة استهدفت منصات الصواريخ او من اطلقها في الأراضي السورية. حاليا يوجد ضربة إيرانية مباشرة وصارخة ثانية على إسرائيل أشرف عليها ضباط إيرانيون».
وأستدرك قائلًا: «هذه الحقيقة وضعت حكومة إسرائيل، الجهاز الأمني والجيش الإسرائيلي أمام معضلة صعبة: هل سنرد على الهجوم الإيراني بعملية هجومية للجيش الإسرائيلي تتسبب بخسائر واضرار فادحة للإيرانيين في سوريا، وفقا لسياسة “الخطوط الحمراء” يمكن يسبب الحدث الى تصعيد حربي أو العكس بأن يتم “احتواء” الحدث وان لا يردوا عليه على افتراض بان الإيرانيين يعتبرونه نهاية محتومة. إسرائيل اختارت الرد الرادع بمعرفة واضحة بأنه نتيجة لذلك سيستمر التوتر بالشمال».