نال قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، بردود فعل مباشرة بعد كلمته التي أعلن فيها موقفه، وعقوبات مباشرة على إيران.
من حانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: «إسرائيل تقدر قرار ترامب بشكل كبير”، مضيفا: “جيشنا جاهز لتوجيه الضربات لكل من يحاول الاعتداء علينا».
وقال نتنياهو: «مصرون على منع إيران من التمركز عسكريا في سوريا».
وخلال مؤتمر صحفي، وصف نتنياهو قرار حليفه ترامب بأنه «صحيح وشجاع»، مضيفا: «لو استمر الاتفاق النووي لكانت إيران ستملك ما يكفي من المواد لتطوير ترسانة كاملة من القنابل».
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: «فرنسا وألمانيا وبريطانيا تأسف للقرار الأمريكي بالانسحاب من اتفاق إيران النووي».
وقال ماكرون إن بلاده ستعمل على إبرام اتفاق أوسع، يغطي ما تقوم به إيران من أنشطة نووية وبرنامجها للصواريخ الباليستية وأنشطتها الإقليمية، وذلك بعد إعلان ترامب.
وقال ماكرون على «تويتر» فور إعلان ترامب: «سنعمل بشكل جماعي على إطار عمل أوسع يشمل النشاط النووي وفترة ما بعد عام 2025 وأنشطة الصواريخ الباليستية والاستقرار في الشرق الأوسط لاسيما سوريا واليمن والعراق».
وقال ماكرون إن نظام عدم الانتشار النووي معرض للخطر.
من جهتها، قالت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، الثلاثاء، إنها «تأسف لقرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي».
أما مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، فقالت أيضا إن «الاتحاد الأوروبي عازم على المحافظة على الاتفاق النووي مع إيران».
وقالت إن «اتفاق إيران النووي يحقق نتائجه ويضمن ألا تطور طهران أسلحة نووية».
وانتقدت روسيا قرار ترامب بحدة، إذ قالت وزارة الخارجية الروسية إن «خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني تهديد للأمن الدولي».
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة، جوتيريش، إنه «قلق بشدة إزاء القرار الأمريكي بالانسحاب من اتفاق إيران النووي».
ودعا كل الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني إلى الالتزام الكامل بتعهداتها.
وتابع: «أشعر بقلق عميق إزاء إعلان الولايات المتحدة اليوم، انسحابها من خطة العمل الشاملة المشتركة وعزمها إعادة فرض عقوبات اقتصادية أمريكية على إيران».
وشدد على أنه أكد باستمرار أن «الاتفاق يمثل إنجازا كبيرا في مجال عدم الانتشار النووي والدبلوماسية وقد ساهم في تحقيق السلام والأمن الإقليميين والدوليين».
وقال: “من الضروري معالجة جميع المخاوف من خلال الآليات الموضوعة في خطة العمل المشتركة الشاملة، وأدعو جميع المشاركين في الاتفاقية إلى الالتزام الكامل بها، كما أدعو جميع الدول الأعضاء إلى دعم الاتفاق”.
ووصف مايكل روث نائب وزير الخارجية الألماني، على “تويتر” قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني بأنه «أخبار ليست جيدة من واشنطن».
وأضاف :«يجب على الأوروبيين الآن إنقاذ ما يمكن إنقاذه».
من جانبه،تحدى وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي، الثلاثاء، تهديدات ترامب للدول التي تجري تجارة مع إيران، بالقول «إن بلاده ستمضي قدما في تجارتها مع إيران بقدر المستطاع، مضيفا أن تركيا “لن تكون خاضعة لمحاسبة أي طرف آخر».
وكان ترامب قال إن الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق النووي الذي أبرم في عام 2015.
وقال زيبكجي في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»: «من الآن فصاعدا، سنتعامل في تجارتنا مع إيران في الإطار الممكن حتى النهاية ولن نقدم كشف حساب لأحد عن هذا».
في المقابل، احتفت السعودية بقرار إيران، ونقلت قناة العربية أن الرياض تقول إنها «تؤيد قرار أمريكا بالانسحاب من اتفاق إيران النووي».
وأفاد التلفزيون الرسمي بأن «السعودية تعتبر أن إيران استخدمت المكاسب الاقتصادية بعد رفع العقوبات لزعزعة استقرار المنطقة».
وقال بيان بثته قناة العربية التلفزيونية المملوكة لسعوديين: “تؤيد المملكة العربية السعودية وترحب بالخطوات التي أعلنها فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيال انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي، وتؤيد ما تضمنه الإعلان من إعادة فرض للعقوبات الاقتصادية على إيران والتي سبق وأن تم تعليقها بموجب الاتفاق النووي”.
وأضاف البيان أن ايران “استغلت العائد الاقتصادي من رفع العقوبات عليها واستخدمته للاستمرار في أنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة، وخاصة من خلال تطوير صواريخها الباليستية، ودعمها للجماعات الإرهابية في المنطقة”.
ودعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ «موقف حازم وموحد تجاه إيران وأعمالها العدائية المزعزعة لاستقرار المنطقة، ودعمها للجماعات الإرهابية، خاصة حزب الله وميليشيا الحوثي، ودعمها لنظام الأسد والذي ارتكب أبشع الجرائم ضد شعبه والتي أدت إلى مقتل أكثر من نصف مليون من المدنيين، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية».
من جهتها، أعلن الإمارات أيضا تأييدها لقرار ترامب، وأورد وكالة أنباء الإمارات الرسمية، أن أبو ظبي «تؤيد قرار الرئيس الأمريكي الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران وترحب باستراتيجيته بهذا الخصوص».
بدورها، أعلنت مملكة البحرين تأييد قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران واستئناف العقوبات المشددة على النظام الإيراني.
وأكدت “دعمها التام لهذا القرار الذي يعكس التزام الولايات المتحدة الأمريكية بالتصدي للسياسات الإيرانية ومحاولاتها المستمرة لتصدير الإرهاب في المنطقة دون أدنى التزام بالقوانين والأعراف الدولية”.
ودعت «الدول الأخرى كافة الموقعة على الاتفاق للنظر بمسؤولية للأمن والسلم في المنطقة واتخاذ خطوات مشابهة لما اتخذته الولايات المتحدة الأمريكية».