لا يختلف أحد حول قمع النظام الإيراني لمواطنيه، و فرضه كثير من القيود الإجتماعية والنفسية على النساء والرجال تحت شعار الدين على الرغم من أن الله عز وجل قد قال في كتابه الكريم «لا إكراه في الدين» وهو ما ينطبق على المسلمين وغير المسلمين فلا نجبر مسلم على القيام بأمر ديني، ولا نجبر غير المسلم على الدخول في الدين رغمًا عنه، وقد وصلت هذه القيود إلى الأطفال الصغار في مدارسهم و خزانتهم الصغيرة.
منع تدريس اللغة الإنجليزية
في عام 2016 انتشرت أخبار عن حظر دراسة اللغة الإنجليزية في المدارس الإبتدائية، وهذا بعد أن قال المرشد الأعلى لإيران في خطاب له في يوم المعلم أن اللغة الإنجليزية هي إرث عصر الطاغوت كما وصف، وأنها ليست لغة الغرب ولغة العلم كما يدعون، مشيرًا لوجود لغات أجنبية هامة كالفرنسية والألمانية، وعليه تم إصدار قرار بمنع دراسة اللغة الإنجليزية في المدارس الإبتدائية الحكومية وغير الحكومية، و أعلنت وزارة التربية والتعليم أنه سوف يتم تدريس 5 لغات أجنبية في المدارس وهم الروسية و الفرنسية والأسبانية والإيطالية و الألمانية.
وجاء رد بعض المسئولين الموالين للنظام بالطبع مؤيدًا للقرار، ومنهم سعيد حجاريان عضو حزب الجبهة الإسلامية الإيرانية الذي قال أن هذا سيساعد في معرفة الأطفال لدينهم و إيجاد الوقت لقراءة القرآن، و دراستهم لتاريخ الإسلام في إيران الذي بات مهجورًا.
ولكن هذا القرار أدى لبحث بعض أولياء الأمور عن مراكز خاصة لتعليم الإنجليزية، لأنها لغة التكنولوجية الحديثة، لذا أصبحت جزء من الحياة اليومية، ولابد أن يتعلمها الطفل ليتمكن من إستخدام هذه الأجهزة، ولكن من المقرر أن يتم منع تدريس الإنجليزية في المراكز الخاصة أيضًا، أي لن يدرس أي طفل لغة غير اللغة الفارسية حتى يتم الثالثة عشر .
وهذا لوجهة نظر لدى بعض رجال الدين أن ارتباط الطفل بالثقافات الغربية منذ صغره يبعده عن ثقافته الإسلامية وحضارته الفارسية، ويعرض إيران لغزو ثقافي غربي.
كما أن الموسيقى تعد من المواد المحظورة في نظام التعليم الإيراني أيضًا.
وفي الحقيقة هذاالقرار يرجع التعليم الإيراني خطوات للخلف، فاللغات الآن من أهم المواد الدراسية وهي تفتح للطلاب أبوابًا جديدة على حضارات وثقافات تجعلهم أكثر نضجًا وفهمًا، كما أن إمكانية الطفل الصغير على تعلم اللغات والموسيقى أكبر من غيره.
الحجاب الإجباري للفتيات
رغم اعتراض منظمة حقوق الإنسان و اعتبارها قانون الحجاب الإجباري في إيران ضد حقوق النساء وخاصة الفتيات الصغيرات منهن، يلزم النظام الإيراني الفتاة بالحجاب في سن التاسعة، أي وهي في الصف الثالث الإبتدائي، وهناك من يشترط إرتداء الفتاة للحجاب في سن السادسة، وقد انتشر في العقد الأخير إرتداء الصغيرات للشادور الإيراني في المرحلة الإبتدائية، وبالطبع فصل الأولاد عن الفتيات من الأمور اللازمة، و قد بدأت في الإنتشار مدارس خاصة مختلطة، لكن أولياء الأمور يفضلون المدارس الغير مختلطة لأن الدين كما تعلموا ينبذ الإختلاط.
ومن الجدير بالذكر أن من لا ترتدي الحجاب تعاقب بالسجن، وتعتبر كالعاهرات والمدمنين وتجار المخدرات.
ومن المعروف عن النظام الإسلامي في إيران، أن بعد الثورة حينما فرض الحجاب كان هناك الكثيرات ممن لا يودن الحجاب، فأُصدر أمر بتجنبهن طالما لم يرتدن الحجاب، فمثلًا لم يكن البائع يبيع لامرأة بلا حجاب، ولا يقف سائق التاكسي لها، وهكذا حتى اضطرت جميع الفتيات إلى ارتدء الحجاب حتى غير المسلمات.