مع احترامي لك يا سيدي ولكن هل من الممكن أن توضح لي ما الاستفادة التي قد يقدمها مجموعة من المزارعين إلى العالم وماذا يملكون من حلول لأزمات العالم التي عجزت أكثر الدول تطورًا على حلها.
عبر هذا التساؤل يظن أحد منظمي ومديري إحدى لقاءات الأمم المتحدة أنه بتلك الأسئلة يضع حاكم وملك في موقف حرج بعدما يعرض على رؤساء وملوك دول العالم أجمع المشاركون في هذا اللقاء أن يتبادل معهم التطورات التي قطعتها دولته الأفريقية.
ليرد عليه بابتسامة ساخرة من تساؤلاته سترتسم نفسها على وجه كل من يشاهد الفيلم الامريكي «Black Panther» المنطلق والقائم على أنه حتى الدولة التي صنعت الفيلم الولايات المتحدة الأمريكية ليست سوى دولة بدائية وشعبها بدائي بالنسبة لإمبراطورية وشعب وكاندا (الدولة الإفريقية التي يتحدث عنها الفيلم).
الفيلم الذي أخرجه وكتب السيناريو الخاص به «ريان جوجلير» عن القصة المصورة للكاتب جاك كيربي، يحمل العديد من الرسائل الثورية والغير تقليدية حتى قبل أحداثه فهو الفيلم الأمريكي الأول الذي تتمحور أحداثه حول بطل خارق من أصحاب البشرة السمراء بعد 17 فيلم قدمته نفس الشركة المنتجة مارفل استديو حول الأبطال الخارقون بالطبع من أصحاب البشرة البيضاء.
«الفهد الاسمر» وفقًا لترجمة لغتنا العربية ليس بطله فقط من أصحاب البشرة السمراء فجميع الأبطال والأشخاص الرئيسية بالأحداث وحتى المجاميع والكومبارسات باستثناء إحدى عناصر قوى الشر والكراهية بالفيلم وجسد دوره الممثل «أندي سيركيس» وشخصية محورية أخرى تساعد ملك وكاندا في حربه لانتزاع ملكه من جديد وجسدها «مارتن فريمان»، أما أبطال الفيلم الرئيسين فهم الممثلين «شادوك بوسيمان» و «مايكل بي جوردون» و «فورست وايتكر» والممثلات «لوبيتا نيونجو» و «داناي جوريوا» وحائز الجولدون جلوب عن فيلم «The Last King of Scotland» فورست وايتكر.
الفيلم يقدم ثلاث نماذج من الملوك والرؤساء النموذج الأول الحاكم الذي قد يفعل أي شيئ حتى ولو كان عملًا ليس بنزيه طالما ذلك سيخدم مصلحة إمبراطوريته وشعبه فقط ولا يهمه أي ظلام قد يحيط بدول العالم أجمع وشعوبها والنموذج الثاني ابن الملك الراحل الذي يحاول أن يسير على خطى والداه ويخدم إمبراطوريته ويحافظ عليها وعلى مصلحة شعبها لكنه لا يريد أن يقوم بأي عمل غير نزيه قد يسئل عليه تاريخيًا فيما بعد والنموذج الثالث الملك الذي يبحث بكل الطرق كيفية استغلال قوة إمبراطوريته العسكرية في غزو دول العالم لنصرة المستضعفين الهدف الذي يسوق له أمام الإعلام وملوك مقاطعات إمبراطوريته لكن الهدف غير المعلن يكمن في مطمعه في السيطرة على العالم.
وبشكل أو بأخر يحاول صناع الفيلم من خلال أحداثه أن يقدمموا محاكمات لنماذج الثلاثة دون إصدار الأحكام ويترك ذلك للمشاهد فقط مستعرضًا التطور الذي وصل إليه تلك الإمبراطورية لدرجة أن العالم أجمع أصبح بالنسبة لهذا الشعب ليس سوى مجموعة من البدائين وخوفًا على هذا التقدم يفضلون أن يراهم العالم ليسوا سوى مجموعة من المزارعين يعيشون في أدغال قارة إفريقيا على أن يطمعوا في هذا التطور وبالأخص أمريكا التي قد ترى في ذلك تهديدًا كبيرًا على أمنها فكيف يكون هناك دولة ما تمتلك أسلحة أكثر تطورًا بمراحل من الأسلحة الأمريكية.
وعلى مستوى الإيرادات الفيلم يعد واحد من أكثر أفلام الأبطال الخارقون تحقيقًا للإيرادات بل على مستوى الأفلام الهوليودية أجمع مهما اختلفت نوعيتها وتصنيفها وافتتاحية الفيلم في أسبوعه الأول بالسينمات كانت خيالية وعلى المستوى النقدي قوبل أيضا بشكل جيد من قبل النقاد وتقييمه على موقع IMDB العالمي 8.6 من 10 ولم يتخطاه في هذا التقييم أي فيلم أخر عن الأبطال الخارقون سوى المتواجد حاليًا بدور العرض السينمائية فيلم «Avengers Infinity War» الذي حصل على تقييم 9.3 من 10، وبالمناسبة الفيلم يشارك في بطولته أيضا ملك واكاندا وجزء كبير من أحداثه ومعاركه تدور على أرض الإمبراطورية الأكثر تطورا في العالم وفقا لافلام استديوهات مارفل.