صمت إيراني، يكاد يكون هو الأول من نوعه حول الأحداث في اليمن، خاصة مع تصاعدها الفترة الأخيرة واتهام الإمارات باحتلال جزيرة سقطري اليمنية، في الوقت الذي تشهد فيه اليمن حاله من الارتباك بين أعضاء التحالف العربي.
الإمارات شريك في التحالف العسكري بقيادة السعودية الذي ينفذ ضربات ضد الحوثيين ودعما لحكومة الرئيس هادي، وقال مصدر حكومي يمني لـ«فرانس برس» إن الإمارات نشرت قوات في سقطرى دون إبلاغ حكومة هادي.
وتعاونت دولة الإمارات بشكل وثيق مع الجيش اليمني وقامت بتدريب جنود لكنها أيضا تدعم الانفصاليين الذي يسيطرون على الجنوب منذ يناير 2018.
جزيرة سقطري
سقطري هي أرخبيل يمني مكون من ست جزر على المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي بالقرب من خليج عدن، على بعد 350 كم جنوب شبه الجزيرة العربية.
يشمل الأرخبيل، جزيرة رئيسية وهي سقطرى، وست جزر هي جزيرة سقطرى ودرسة وسمحة وعبد الكوري، وصيال عبد الكوري وصيال سقطرى.
كما يشمل سبع جزر صخرية وهي صيرة وردد وعدلة وكرشح وصيهر وذاعن ذتل وجالص، وتعتبر جزيرة سقطرى أكبر الجزر العربية واليمنية.
الصمت الإيراني حول ما يحدث في جزيرة سقطري يعود لأحد الأسباب الآتية:
(1) الاتفاق النووي الإيراني
إنشغال طهران بالخيارات المتاحه حول الاتفاق النووي الإيراني، خاصة مع عزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعلان انسحابه رسميًا من الاتفاق النووي الإيراني في 12 مايو الجاري.
منذ بدأ حملته للانتخابات الرئاسية الأمريكية، شن دونالد ترامب هجوما لاذعًا على الاتفاق الذي أبرمته إدارة سلفه باراك أوباما مع إيران، واصفًا إياه بـ«أسوأ اتفاق وقعته أمريكا في تاريخها».
ولم يكتف بتوجيه الانتقاد لـ«أوباما» فقط، لكنه وجه رسائل قاسية لطهران قائلًا، إن «كل الخيارات مطروحة للتعامل مع طهران» متهماً إياها بـ«نشر الدمار في الشرق الأوسط وإسرائيل».
ويسعى ترامب إلى تعديل الاتفاقية بإضافة بعض البنود مثل السماح بشكل تام لخبراء الأسلحة النووية التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالدخول إلى كافة المناطق العسكرية السرية الإيرانية.
وقال مسؤول في البيت الأبيض -بحسب روسيا اليوم- إن ترامب «يتجه على الأرجح إلى الانسحاب من الاتفاق، لكنه لم يتخذ القرار بعد، ويبدو أنه جاهز لعمل ذلك، ولكن الأمر ليس نهائيا».
إيران بدورها ردت على التهديدات الأمريكية، وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس الأحد، إن الولايات المتحدة الأمريكية مقبلة على «ندم تاريخي» إذا انسحبت من الاتفاق النووي.
وأعلن «روحاني» في كلمة بثها التلفزيون الحكومي: «لدينا خطط لمواجهة أي قرار من ترامب بشأن الاتفاق النووي.. أميركا مقبلة على ندم تاريخي إذا هي انسحبت من الاتفاق النووي».
وتابع: «صدرت الأوامر لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية.. وللقطاع الاقتصادي لمواجهة المخططات الأميركية ضد بلادنا».
(2) العلاقات الإيرانية الإماراتية
بداية الشهر الجاري، سخر القيادي الحوثي ورئيس ما يعرف باللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي من الإمارات والسعودية بسبب ما وصفها بمزاعمهما الكاذبة حول إيران وقدرتهم على هزيمتها.
وقال «الحوثي» في تدوينات له عبر حسابه الرسمي بموقع التدوينات المصغر «تويتر» ساخرا من قادة أبو ظبي: «الاماراتيين يزعمون حصار إيران في اليمن ويتوسلون إيران إبقاء شركاتها في دبي».
وأضاف ساخرا: «السعودية لو تستطيع حرب إيران كما تقول لتواجدت في سوريا كما فعلت إيران وألقت بثقلها العسكري جنبا إلى جنب مع حلفائها هناك، ولكنها بعد الهزيمة في سوريا تصرح بأنها حاضرة للتواجد اذا تطلب الأمر، قلو لهم أن الأمر متطلب سريعا من قبل عدة سنوات، ولكنهم لا يجرؤ على مواجهة إيران وحلفائها بسوريا».
وأردف قائلا: «على الجنرالات السعوديين الكف من التشنجات الإعلامية التي يحاولون من خلالها البروز بأنهم قادرين على إنهاء إيران، وان إيران عدوهم الأول، فالمعركة في سوريا قائمة والجنرالات الإيرانيين يديرون المعركة من سليماني إلى أصغر مجند كما نراهم بالاعلام فأين تواجدكم في سوريا ومن هم جنرالاتكم هناك».
علاقات اقتصادية
هناك علاقات اقتصادية أيضًا، حيث أفادت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء، بأن «الدول الأكثر استيرادا للبضائع والسلع الإيرانية خلال الأشهر التسعة الماضية على التوالي، هي الصين بما يعادل 6 مليار و527 مليون دولار من الاستيراد، والعراق بما يعادل 4 مليار و628 مليون دولار من الاستيراد، الإمارات العربية المتحدة بما يعادل 4 مليار و458 مليون دولار من الاستيراد، كوريا الجنوبية بما يعادل 3 مليار و11 مليون دولار من الاستيراد، وأفغانستان بما يعادل ملياري و4 مليون دولار».
وأشارت إلى أن الدول الأكثر تصديرا لبضائعها إلى إيران خلال نفس الفترة هي «الصين بتصدير ما يعادل 9 مليار و452 مليون دولار من التصدير، والإمارات العربية المتحدة بما يعادل 6 مليار و656 مليون دولار من التصدير، تركيا بما يعادل ملياري و576 مليون دولار، كوريا الجنوبية بما يعادل ملياري و563 مليون دولار، ألمانيا بما يعادل ملياري و95 مليون دولار».