يقدم صاحب الـ 24 ربيعا اللاعب الإيراني علي رضا جهانبخش حتى الآن أداء مميز وملفت هذا الموسم مع ناديه الهولندي ألكمار وضعه في صدارة هدافي الدوري الهولندي واحتل بفضله المرتبة الثانية في قائمة الأكثر صناعة للأهداف.
ففي 31 مباراة خاضها اللاعب الإيراني مع ناديه بالدوري الهولندي حتى وقت كتابة هذه السطور هز شباك منافسيه بـ 18 هدف إلى جانب 17 تمريرة حاسمة اهداها لزملائه بالفريق الذين لم يتوانوا في ترجمتها إلى أهداف، ساهمت في احتلال فريقه للمركز الثالث بسلم ترتيب الدوري المحلي وينافس بشدة على الوصول إلى المركز الثاني الذي يضمن له مقعدا بالدوري الأوروبي الموسم القادم.
ولم يتوقف الإيراني عن إحراز الأهداف أو صناعتها على الدوري فقط، ففي مباريات الكاس الهولندي نجح ايضا أن يسجل لمرة واحدة فيما صنع لزملائه هدفين.
ولكن مهلا هل كل هذه الأهداف التي ستضمن له في نهاية الموسم على الاقل جائزة هداف الدوري الهولندي وستجعله احد المرشحين لجائزة افضل لاعب في هولندا،ستكون كفيلة أمام الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ليمنح صاحب القميص رقم 9 بالمنتخب الإيراني والقميص رقم 7 بفريقه الهولندي جائزة افضل لاعب في آسيا نهاية العام الجاري؟ الدلائل لا تبشر بذلك.
تاريخ إيران مع الجائزة
وقبل التعرض لتلك الدلائل يجب العلم أولا أن الجمهورية الإيرانية تملك تاريخا لا بأس به مع هذه الجائزة بداية من عام 1990 الذي شهد ارتباط اسم اول إيراني بها والتحدث هنا والتحدث هنا عن فرشاد بيوس لاعب نادي برسبوليس الإيراني والذي فاز وقتها بالمركز الثاني لصالح الكوري الجنوبي كيم جو سونغ.
ومرورا باول تتويج إيراني بها عام 1996 حينما فاز بها لاعب نادي بهمن كرج خداداد عزيزي وحتى صاحب المركز الثاني وقتها كان من إيران ايضا على يد اسطورة الكرة الإيرانية علي دائي لاعب نادي برسبوليس الإيراني وقتها، قبل أن يعود ويحصد تلك الجائزة كصاحب المركز الاول وحاملا للقبها عام 1999 حينما كان لاعبا بصفوف نادي هرتا برلين.
وبعد اربعة سنوات عام 2003 حصد هذا اللقب اللاعب الإيراني مهدي مهدفيكيا حين كان لاعبا بصفوف هامبورج الالماني وفي العام التالي مباشرة حصدها الإيراني الاخر علي كريمي وقت احترافه بنادي الاهلي الاماراتي.
ومن وقتها ولم يقترن لقبها باي لاعب إيراني لكن لقب وصيفها كان حكرا على الإيرانين منذ عام 2010 وحتى عام 2013 الذي شهد أخر تواجد إيراني في قائمة المرشحون لتلك الجائزة سواء فاز بها أو بلقب وصيفها أو حتى المركز الثالث.
ما الذي يضعف موقف اللاعب الإيراني رغم غزارة أهدافه؟
ومع عودة لدلائل التي قد تبعد الموهبة الإيرانية الجديدة عن لقب جائزة عام 2018، نجد انفسنا امام عدة صعوبات في مقدمتها ضعف تصنيف الدوري الذي يلعب به جهان بخش، حيث يحل الدوري الهولندي بالمرتبة العاشرة من حيث تصنيف الاتحاد الاوربي لكرة القدم UEFA بعد الدوريات الخمس الكبري وبعد الدوريات المحلية للبرتغال وروسيا واكروانيا وبلجيكا، ولهذا تكون فرص فوز اللاعبون الآسيون الذين يلعبون بتلك الدوريات ويقدمون مستوى ملفت بعض الشيء افضل بكثير من فرص فوز اللاعب الإيراني بالاخص الكوري الجنوبي سون هيونج مين صاحب لقب افضل لاعب آسيوي يلعب خارج القارة الصفراء الموسم الماضي، في ظل المرود الجيد الذي يقدمه هذا العام رفقة ناديه الانجليزي توتنها هوتسبير والذي ضمن بشكل كبيرا مقعدا في دوري ابطال اوربا النسخة المقبلة بفضل اقترابه من حصد المركز الرابع بسلم الترتيب الدوري الانجليزي.
اللاعب الإيراني الذي شارك رفقة منتخب بلاده الاول في 34 مباراة رسمية احرز خلالها 4 أهداف، من المفترض أن يكون واحد من اهم لاعبي قائمة المنتخب الإيراني المشارك بنهائيات كاس العالم منتصف يونيو المقبل وينتظر منه تحقيق الكثير لمنتخب بلاده لتعزيز صفوفه في المنافسة على لقب الجائزة الآسيوية لكن حتى الجزئية غير مبشرة بالمرة فالقرعة اوقعت منتخب دولة الملالي فالمجموعة الاصعب وفق رؤية خبراء كاس العالم إلى جوار منتخبات اسبانيا والبرتغال والمغرب وبشهادة البرتغالي كارلوس كيروش المدير الفني للمنتخب الإيراني فان حظوظ فريقه ضعيفة للغاية للتأهل إلى دور الستة عشر عن تلك المجموعة وهو ما سيقلل من حظوظ اللاعب الإيراني ايضا.
هل الصورة تحمل حقا كل هذا القدر من الظلام؟
الاجابة قطعا لا فالرغم أن الدلائل الماضية تضفع من موقف اللاعب مع تلك الجائزة إلا أن هناك بعض الدلائل الاخرى التي قد تجذب اعين القائمن على تلك الجائزة إلى جناج نادي ألكمار خاصة القيمة التسويقية للاعب التي ارتفعت بشكل كبير منذ اغسطس 2015 الذي شهد ظهوره الاول مع نادي الهولندي فخلال هذا العام وبعد كل هذه الأهداف وصلت قيمته التوسيقية على موقع -“Transfer Market” العالمي والمهتم بتحديد اسعار اللاعبين- إلى 8 ملايين يورو.
ورغم أن هذا الرقم كبيرا للغاية بالنسبة لمسيرة الالعاب وعقود انتقاله في السابق الا انه ليس بالمفزع بالنسبة للاندية الكبيرة بقارة اوروبا والتي بالفعل بدءت توجه اعينها إلى اللاعب الإيراني في ضوء ما يقدمه وخاصة انه بهذا السعر سيعد صفقة مربحة للغاية بالنسبة للكثير من تلك الاندية بالاخص من يتبع منها سياسية الترشيد في انفاقتها على عمليات استقدام المواهب إلى صفوفها.
نهاية قد يكون محصلة الـ 36 هدف اللاتي ساهم فيهم اللاعب الإيراني هذا الموسم حتى وقت كتابة هذه السطر بين احارز وصناعة غير كافية امام الاتحاد الآسيوي لمنحه تلك الجائزة لكنها من العدل أن تكون كافية لترشيحه بقائمة المتنافسين عليها على اقل تقدير.
وفي المقابل على اللاعب أن يسعى جاهدا ايضا للمحافظة على استمرايته بهذا الاداء الفني دون كلل أو ملل لانها تلك هي الطريقة الوحيدة للوصول إلى كل الجوائز والالقاب.