على مدار الموسم الكروي الحالي 2017/2018 والذي لم يتبق سوى أيام قليلة على نهايته بالنسبة للمنافسات المحلية وقبل انطلاق الحدث الابرز به كأس العالم للمنتخبات منتصف يونيو القام بروسيا، حدث الكثير من اللا متوقع بدوريات الثلاث الكبار في قارة أوروبا التي خرجت منها كرة القدم، ووشاهدنا في النهاية ابطالا لم يكونوا في حسبان الكثيرين يحملون دروع دورياتهم ويتراقص لاعبوهم واجهزتهم الفنية رفقة جماهيرهم فرحا بما جقووه على مدار موسما من السهل وصفه بالاستنثائي للبعض وبالمخيب للاخرون.
إسبانيا
قبل انطلاق الدوري الإسباني هذا الموسم كانت تشير اغلبية التوقعات الا أن نادي ريال مدريد على موعد ليحقق لقب الدوري من جديد بعد أن جمله الموسم الماضي والدلائل على ذلك كانت كثيرة اهمهما خروجه منتعشا نهاية الموسم الماضي بلقب جديد من بطولته المفضلة دوري أبطال أوروبا وانتصاره على غريمه التقليدي نادي برشلونة الإسباني في افتتاحية الموسم وتتويجه بكأس السوبر خلال المبارة التي اظهرات أن النادي الكتالوني سيعاني الكثير خلال هذا الموسم.
لكن ما حدث كان العكس تماما ويقترب برشلونة من حسم اللقب النسخة الجارية من الدوري الإسباني وبفارق كبير عن اقرب منافسيه وليس الريال بل نادي العاصمة الإسبانية الاخر اتليتكو مدريد اما اكثر الاندية حصدا للقب دوري الابطال أوروبا فيصارع جاهدا خلال مبارياته الاخير بهذا الموسم لانتزاع المركز الثاني من اتلتيتكو إلى جانب القتال على تحقيق المعجزة وفوةزه للموسم الثالث على التوالي بلقب النسخة الجارية من الدوري الابطال والتي نجح مؤخرا في التأهل إلى مرحلة نصف النهائي وينتظره مواجهتين غاية في الصعوبة امام نادي بايرن ميونيخ الالماني.
إنجلترا
ما حدث في الدوري الإنجليزي هذة النسخة يعد حدثا فريدا لم يتكرر منذ عام 2002 حين اكتسح نادي ارسنال بقيادة مدربه الحالي ارسين فينجر جميع منافسيه وحصد القب الذي اطلق عليه حينها دوري اللا هزيمة حيث لم ينجح اي نادي خلال هذا الموسم في الحاق ولو هزيمة واحدة بالجانرز.
كل التوقعات كانت تشير إلى أننا امام الموسم الاكثر تنافسية على الاطلاق، بيب جورديولا المدير الفني لمانشستر سيتي يريد أن يمحي من ذاكرته ما حدث معه الموسم الماضي ويثبت للجميع انه قادر على حصد لقب الدوري الاكثر تنافسية على مستوى العالم كما حصد من قبل لقب الدوري الإسباني مع برشلونه ولقب الدوري الالماني لثلاث مواسم متتاليه مع بارين ميونيخ.
وفي المقابل جوزيه مورينيو المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد دعم الفريق بالعديد من الصفقات في مقدمتها الفرنسي بول بوجبا ووعد جماهير الاولد ترافورد أن معه الفريق سيعود لامجاد مدربه الاسطوري السير اليكس فيرجسون.
ومن ناحية اخرى كان يورجن كلوب المدير الفني لنادي ليفربول يدعم هو الاخر صفوفه بالمصري محمد صلاح وفي نفس الوقت يتمسك بشدة ويرفض تمام بيعع نجم الفريق البرازيلي فيليب كوتينو، وكعادة السنوات الماضية ارسنال ومديره الفني لم يفعلوا الكثير في سوق الاتنقالات الصيفية لكن يبقى الفريق اللندندي احد المرشحين دائما لانطلاق الموسم.
وافتتح الدوري وقد كان ما كان المنافسة على اشدها بين الخمس اندية الكبار حتى الإسبايع الخمس الاولى فقط، ثم انحصرت بين ناديي مانشستر وحتى ذلك لم يستمر طويلا ففي الاسبوع العاشر انفرد جورديولا ولاعبوه بصدارة الترتيب ومن حينها لم يستطيع أن يزاحمهم احد عليها لدرجة أن جميع الخبراء مع انتهاء مباريات الدور الاول اكدوا أن الفريق السماوي حسم اللقب بشكل كبير خاصة في ضوء حرب تكسير العظام التي نشبت بين ملاحقيه فكلا كان بطلا امام الاخر في مواجهة ما حتى تأتي مواجهته امام السماوي والامر يختلف والبطولة التي كان يدعيها تتحول الى انبطاح واستسلام.
الامر وصل أن جميع من انتقد جورديولا اعترف بانه افضل مدرب في العالم وما فعله في إسبانيا والمانيا يفعله الان في إنجلترا وحتى انجاز ارسنال غير المسبوق كان قريبا منه للغاية وكان في الطريق لتحقيق دوري اللاهزيمة لولا استفاقة يورجن كلوب ولاعبوه في الدور الثاني وكان الفريق الاول الذي استطاع أن يفوز على مانشستر سيتي في مباراة يمكن وصفها بالافضل خلال هذا الموسم ليس على مستوى الدوري الإنجليزي فقط بل على مستوى العالم، منهيا حلم دوري اللا هزيمة ومندفعا بالكثير من الثقة بالنفس والامال جعلته يعود من جديد قبل إسبايع قليلة ويقصي مانسيتر من جديد في منافسات دوري الابطال ويتواجد على حسابه في نصف النهائي حيث ينتظره مواجهتين مصيرتين امام نادي روما الإيطالي لتحديد احد طرفي نهائي البطولة الاهم في أوروبا بعد كاس الامم الأوروبية.
إيطاليا
وفي الوقت الذي اصبح لا ينتظر فيه احد اية منافسة بالدوري الإيطالي بعدما اثبت نادي يوفينتوس خلال الموسام السابقة أن الفوارق بينه وبين منافسيه تتعدى مساحتها الاميال وليس الامتار، حدث هنا ايضا غير المتوقع ووقع نادي السيدة العجوز في العديد من التعثرات جعلت المنافسة على اللقب شرسة ومتاحة امام نادي نابولي وروما وقطبي ميلان نادي انتر ميلان وايه سي ميلان.
وظلت تلك المنافسة مستمرة وساهمت بشكل كبير في عودة الكثيرينمن المشاهدين في العالم العربي ومنطقة الشرق الاوسط بالاخص في الاهتمام من جديد باخبار الدوري الإيطالي ومتابعة مبارياته وحتى وقت كتابة هذة السطور ورغم أن اللقب حسم في باقي الدوريات الكبري، إلا انه حتى الان ما زال يصارع يوفينتوس ونابولي على لقب النسخة الجارية وحتى حينما يتعثر نابولي ويسقط في فخ التعادلات او الخسائر يوفينتوس يتعثر هو الاخر ويكفي أن تعرف أن الفرق بينهم في النقاط الان ليس سوى اربعة فقق ويتبقى 5 مباريات على نهايته بينهم مباراة تجمع يفينتوس ونابولي ويراها الكثيرون مباراة الحسم لان اي نتيجة يحقهها الاخير فيها بخلاف الفوز تعني فوز الاول باللقب من جديد بعدما حسمه في الموساسم الماضية بسهولة.