في الأشهر الأخيرة، اكتظت مواقع التواصل الإجتماعي بالأحاديث عن لعبة الحوت الأزرق التي تدفع بلاعبيها إلى الإنتحار، ليس في بلادنا فقط بل في جميع أنحاء العالم.
ففي عام 2013 قام الروسي فيليب بوديكين الطالب في تخصص علم النفس باختراع لعبة أطلق عليها اسم الحوت الأزرق، تسببت في فصله من الجامعة نظرًا لأفكاره الغريبة حول وجوب تطهير المجتمعات من الأشخاص عديمي الفائدة، و في عام 2016 تم القبض عليه بتهمة تحريض فتيات قاصرات على الإنتحار من خلال لعبته، وهو الآن يقبع في السجن.
و تتكون هذه اللعبة من خمسين مستوى، يتطلب كل مستوى القيام بأمر ما لإثبات قدرة الشخص على القيام بمهام اللعبة من جرح النفس وايذائها، و حكي أمور شخصية دقيقة، ثم مشاهدة أفلام عنيفة في أوقات متأخرة لا تتناسب مع اعمار اللاعبين الصغار، وكل هذا ليضع اللاعب في ضغط نفسي وحالة من الإكتئاب في إطار من اللعب و الونس المفتقد لدى هذا الطفل، ويكون المستوى الأخير تحدي الإنتحار، ويقوم البعض فعلًا بالإنتحار نتيجة لأسباب كثيرة أخرها اللعبة.
انتحار طفلتين في أصفهان
قامت طفلتين إحداهما 15 عام والأخرى 16 عامًا بإلقاء نفسهما من فوق جسر چمران باصفهان، وقد لقت الأولى حتفها على الفور، بينما الأخرى نُقلت في حالة حرجة إلى المشفى.
وقد صرح رئيس مباحث المحافظة بأن كلًا منهما قد تركت رسالة صوتية تودع فيها أسرتها و أصدقائها، بعد أن مرتا بمستويات كثيرة من اللعبة.
و قد قال والد أحد الضحيتان أنهما صديقتان، اعتادتا الذهاب سويًا إلى المدرسة يوميًا، نافيًا أي تقصير أو إهمال من الأسرة.
وقد سببت هذه الحادثة هلع كبير في إيران، نتج عنه تشديد التحذيرات للأسر بأن يراقبوا ابنائهم أثناء القيام بالألعاب الإلكترونية، والإهتمام بهم ومصادقتهم، كما تمت المطالبة بحظر المواقع المروجة لها.
ألعاب إلكترونية أثارت الجدل في إيران
Hour Challenge 48
هناك لعبة يعتبرها البعض أخطر من الحوت الأزرق وهي تحدي لهروب يومين من المنزل، وقد انتشرت هذه اللعبة في الدولة الغربية، ومن الجدير بالذكر أن إيران تعاني من ظاهرة هروب الأطفال من منازلهم وإحصائيات هذا الأمر مخيفة، وحذروا من انتشار مثل هذه اللعبة المتوفرة عبر الإنترنت كي لا تتفاقم الظاهرة.
لعبة مريم
انتشرت هذه اللعبة أيضًا بسرعة كبيرة، فالرعب و الموسيقى المخيفة المصاحبة للعبة قد صنعت حالة من الشغف للإستمرار في اللعب، وهذا بالطبع سيؤدي إلى مشاكل نفسية للصغار، ينتج عنها مشاكل جسيمة.
الألعاب ذات الإيحاءات الجنسية
في مجتمع يسوده الطابع الديني والحجاب تمثل صورة فتاة بملابس مثيرة كارثة لمراهق، ومن هنا انتشرت الألعاب التي تمتلأ بالصور العارية، ونتيجة للفضول و الفراغ يشاهدها الأطفال، وقد قُدر عدد مستخدميها بالملايين.
وقد حذر علماء النفس الإيرانيين من انتشار السلوك العدائي والتنمر بين الأطفال نتيجة لإنتشار مثل هذه الألعاب، و اعتماد الأسر على الأجهزة اللوحية الحديثة لإشغال الأطفال بدلًا من توعيتهم و تربيتهم بطريقة سليمة.