ترجمة: نداء الحلوجي
قالت طهران أنها ستقف إلى جانب بشار الأسد في حالة حدوث غارة أمريكية، في لقاء بين أحد كبار مستشاري المرشد الأعلى الإيراني والرئيس السوري في دمشق يوم الخميس.
زار علي أكبر ولايتي، أحد كبار مستشاري الشؤون الدولية للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية، الغوطة الشرقية في وقت سابق هذا الأسبوع، ورفض المزاعم بأن الحكومة السورية وراء الهجوم الكيماوي المشتبه به يوم السبت في بلدة دوما.
وقد التقى ولايتي بالأسد في تحدٍ واضح لأي انتقام غربي محتمل. وقال ولايتي: “كما كان الأمر من قبل، فإن إيران ستقف إلى جانب سوريا تحت أي ظرف من الظروف”، وفقًا لما ذكرته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأكمل في تصريحات منفصلة نقلتها وكالة “فارس” شبه الرسمية التابعة للحرس الثوري الإيراني: “على مدى سبع سنوات، نشبت حرب شاملة ضد الأمة السورية وحكومتها بقيادة مباشرة من الولايات المتحدة، والآن سوريا ليست أضعف مما كانت عليه سبع سنوات، كما أن أمريكا ليست أقوى”.
وأضاف: “اتخذ ترامب مواقف عقب انتخابه مباشرة، مما أثار دهشة الكثيرين وقتها، لكن هذه المواقف الآن هي موضوع للسخرية”.
وبحسب وكالة إيرنا، قال الأسد لولايتي: “وقتما يحقق الجيش السوري النصر في أي معركة، ترفع بعض الدول الغربية أصواتها، وتكثف جهودها في محاولة لتغيير مسار الأحداث”.
لقد قدمت إيران، التي كانت تدعم الأسد منذ بدء الصراع، دعمًا حاسمًا للحكومة السورية في حربه، بفضل جماعة من مقاتلي حزب الله، والمتطوعين الشيعة من جميع أنحاء الشرق الأوسط وحرسه الثوري.
ولعب الدعم الروسي والإيراني دورًا لجعل الصراع لصالح الأسد، في نفس الوقت الذي انهارت فيه ما تسمى بخلافة الدولة الإسلامية (داعش)، والتي تم دفع مقاتليها المتبقين إلى مساحة صغيرة على طول وادي الفرات بالقرب من الحدود العراقية.
غير أن حقبة ما بعد داعش غيرت ديناميكية الحرب، وأصبحت إسرائيل -التي تشعر بالقلق من نفوذ إيران المتزايد بالقرب من حدودها- متورطة عسكريًا أكثر. فأسفرت غارة جوية إسرائيلية يوم الأحد الماضي على قاعدة جوية سورية قرب حمص عن مقتل ما لا يقل عن سبعة عسكريين إيرانيين في حادثة تعهد ولايتي بعدم تركها دون ردٍ. وقبيل اجتماعه مع الأسد، قال للتلفزيون الحكومي: “سنقف إلى جانب الحكومة السورية ضد أي إعتداء أجنبي … وإيران تدعم سوريا في حربها ضد أمريكا والنظام الصهيوني”.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، رفض مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الإيرانية، حسين جبارى أنصاري، بشدة مزاعم أن الأسد كان وراء الهجوم الكيماوي. وقال لمسؤول روسي في طهران: “استخدام الجيش السوري للمواد الكيميائية لا يبدو منطقياً، فالأسد له الغلبة الآن في حربه ضد الإرهابيين المسلحين”.
ووفقًا لوكالة تسنيم للأنباء فقد قال أن إيران أدانت أي استخدام للأسلحة الكيميائية بواسطة أي بلد أو مجموعة: “مثل هذه الادعاءات، من قبل الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الأخرى، تكشف مؤامرة جديدة ضد الحكومة السورية والشعب السوري. الأمر ذريعة فقط لتحركٍ عسكري ضد السوريين، وسيزيد بالتأكيد من تعقيد الوضع في هذه البلد والمنطقة”.