سي إن بي سي
يقول مسؤولو تركيا أن قادة الدول الثلاث تقابلوا في أنقرة للمحادثات حول سن قوانين جديدة من أجل سوريا، وزيادة الأمن في مناطق “وقف التصعيد” في أرجاء البلاد. القمة السورية جمعت بين اثنين من أقوى المواليين للرئيس بشار الأسد؛ روسيا وإيران، مع تركيا التي تعد من أقوى معارضيه.
التعاون بين المعسكرين المتنافسين يرفع الآمال لاستقرار سوريا بعد سبع سنوات من الصراع، والذي راح ضحيته قرابة النصف مليون شخص، وتشريد نصف التعداد السكاني.
ولكن العنف المندلع في المنطقة، يسلط الضوء على الخلافات الاستراتيجية بين الدول الثلاث، التي في غياب التدخل الغربي الحاسم، أصبحت تحمل إلى حد كبير مصير سوريا بين يديها.
قام الجيش السوري والميليشيات المدعومة من إيران، إلى جانب القوات الجوية الروسية، بسحق المتمردين الموجودين بالقرب من دمشق في الغوطة الشرقية، والتي كانت من الأماكن الأربع المتنازع عليها ل”وقف التصعيد”.
تركيا التي انتقدت بشدة هجوم الغوطة، شنت بنفسها عملية عسكرية لدفع مقاتلي وحدات حماية الشعب الأكراد خارج عفرين شمال غرب سوريا. وتعهدت تركيا بالسيطرة على مدينة تل رفعت، والتقدم ناحية الشرق، مثيرة بذلك غضب إيران.
وقال مسؤول إيراني كبير: مهما كانت النوايا، فإن تحركات تركيا في سوريا، سواء في عفرين أو تل رفعت أو أي جزء آخر، يجب وقفها في أقرب وقت ممكن.
إيران التي كانت أكبر حليف للأسد خلال النزاع، فساعدت المليشيات المدعومة منها جيشه على صد تقدم المتمردين، وبعد دخول روسيا إلى الحرب في عام 2015، تحولت الأمور لصالح الأسد بشكل كامل.
وقال مسؤول تركي أن أنقرة ستطلب من موسكو الضغط على الأسد لإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى الغوطة، ووقف الضربات الجوية على المناطق الواقعة تحت سيطرة المتمردين. وقال المسؤول للصحفيين هذا الاسبوع “نتوقع … أن تسيطر روسيا على النظام أكثر”.
الإنشقاق عن الأسد
انهارت علاقات أنقرة مع موسكو سابقًا عام 2015 عندما أسقطت تركيا طائرة حربية روسية، لكنها تعافت منذ ذلك الحين.
وكانت تركيا واحدة من القلائل في حزب شمال الأطلسي التي لم تطرد الدبلوماسيين الروس ردًا على الهجوم على عميل روسي سابق بغاز الأعصاب، والتي ألقت بريطانيا فيه اللوم على موسكو؛ وهو ادعاء قالت تركيا أنه غير مؤكد.
وانعكست الروابط السياسية المحسنة في اتفاق تركيا لشراء نظام دفاع صاروخي روسي، والخطط مع شركة روساتوم الروسية لبناء أول محطة للطاقة النووية في تركيا.
كما وسعت تركيا علاقاتها مع إيران، متبادلة معها الزيارات بين رؤساء الأركان العسكريين، على الرغم من أن علاقاتها العميقة مع طهران وموسكو لم تترجم إلى اتفاق واضح حول مستقبل سوريا.
وقال دبلوماسي إقليمي إن إيران ما زالت مصرة على بقاء الأسد في السلطة، في حين أن روسيا أقل التزاماً بإبقائه فيها، أما تركيا فقالت أن الأسد قد فقد شرعيته، على الرغم من أنها لم تعد تطالب برحيله الفوري.
وفي اجتماع عُقد في روسيا قبل شهرين، قاطعته قيادة المعارضة السورية، وافق فيه المبعوثين على تشكيل لجنة لإعادة صياغة الدستور السوري والدعوة إلى إجراء انتخابات ديمقراطية.
وتقول تركيا إن اجتماع الأربعاء من أجل مناقشة إنشاء لجنة دستورية، وأيضًا الشأن الإنساني، والتطورات في منطقة إدلب السورية الشمالية، التي تخضع لسيطرة فصائل متمردة وجماعات جهادية، وحيث أقامت تركيا سبع نقاط مراقبة عسكرية.
وقال مسؤول تركي آخر أن هناك قضايا تتبنى فيها الدول الثلاث سياسات مختلفة في سوريا. وبهذا الصدد، يتمثل الهدف في إيجاد أرضية مشتركة وإنشاء سياسات لتحسين الوضع الحالي.