في حياة كل رجل جانبين لايمكن بشكل دقيق تحديد اولوية احداهما على الاخر بل الادق انه يمكن القول أن ذلك يعود للرجل نفسه بطل حكاية حياته فسطوار منها تجسد نجاحاته وعثراته في مشواره المهني وسطورا اخرى تروي قصصه مع اجمل مخلوقات الله على الارض النساء، وهو ما نحاول أن نتعرض له اليوم سويا محاولين معرفة كواليس الزيجات الثلاثة لشاه إيران محمد رضا بهلوي.
أميرة مصر
ونبدأ بالطبع بحكاية الزوجة الاولى أميرة مصر الأميرة فوزية شقيقة ملك مصر والسودان وقتها الملك فاروق، فقد أصر الشاه رضا بهلوي على زواج ولي عهده الأمير محمد حينما بلغ سن العشرين، ويقال أن مصطفى كمال آتاتورك من أقترح الأميرة فوزية فقد كانت تتمتع بجمال آخاذ جعلها الأجمل بين بنات الملك فؤاد.
تمت الزيجة في 15 مارس عام 1939، و أقيم احتفالان الأول بالقاهرة، والآخر بطهران. و كان هذا الزواج مخالف للدستور الإيراني وقتها الذي يشترط أن تكون زوجة الشاه إيرانية الأصل، فأقر البرلمان الإيراني قانونًا أعتبر الأميرة فوزية إيرانية الأصل، و قد أنجبت الأميرة فوزية الأبنة الأولى للشاه وهي شاهناز بهلوي .
وبعد عامان لُقبت الأميرة فوزية بلقب إمبراطورة إيران، وهذا بعد تولي زوجها العرش بعد تنازل والده عن العرش ونفيه خارج إيران، وبعد فترة جاءت والدتها الملكة نازلي لزيارتها ثم طلبت من زوجها أن تصطحبها لزيارة مصر، فوافق الشاه، وبمجرد وصولها إلى مصر أرسل الملك فاروق رسالة بخط يد الأميرة فوزية تطلب فيها الطلاق من الشاه بدون ذكر أسباب، وفي الحقيقة الأمر مبهم للغاية، ولا يوجد سبب واضح لإصرار الملك فاروق على الطلاق، وبعد محاولات كثيرة من قبل الشاه لإستعادة زوجته استمرت ثلاث سنوات، تم الأنفصال عام 1948.
و تجردت من لقب الإمبراطورة، ثم تزوجت في العام التالي إسماعيل شيرين وزير الحربية الأسبق، ومع ثورة يوليو تجردت من لقب أميرة، وعاشت بهدوء في الأسكندرية مع زوجها و أولادها حتى توفت عام 2013 عن عمر يناهز 91 عامًا.
بين حلم نجومية وسلطة الامبراطورة
ظل الشاه بعد انفصاله عن الأميرة فوزية أعزب لسنوات، و كانت تتردد الإشاعات حوله بأنه يقضي أوقاته مع النساء، ولكن للعرش مسئولية جعلته يفكر في الزواج مرة أخرى ليحصل على ولي العهد، فكانت ثريا اسفندياري التي لقبتها المجلات العالمية بالملكة ذات العينيين الحزينتين.
كانت ثريا فتاة جميلة تعشق السينما وتريد أن تصبح ممثلة ذات يوم، وكان والدها سفير إيران في ألمانيا، وذات يوم قابلت أخت الشاه في حفلة للسفارة، وأخبرتها الكثير عن أخيها، وبعد فترة أخبرتها بأن الشاه رأي صورتها ووقع في غرامها، لكن ابنة السادسة عشر حينها لم يكن فارس الاحلام الذي ستزوجه مستقبلا ما يشغل بالها في المقام الاول فقد كان يقاسم ذلك حلم التمثيل وان تصبح نجمة تمثيل عالمية، لكنها في النهاية لم تستطع مقاومة عرض زواج شاه إيران واختارت أن تصبح امبراطورة إيران في النهاية.
و تم الزواج، وعاشا قصة حب شهيرة، ومرت سبع سنوات بدون إنجاب، وكان لابد أن يُرزق الشاه بولي العهد، فخيرها بين الطلاق أو أن يتزوج مرة ثانية، فاختارت بكبرياء الأنثى الطلاق، و اضطر الشاه أن يطلقها في مارس 1958 ، لتعود ثريا لحلمها القديم، التمثيل. فرحلت عن إيران، وشاركت في تمثيل فيلمين ” الوجوه الثلاثة و هي “، ثم توقفت عن التمثيل.
قالت أنها أحبت طيلة حياتها رجلان فقط، ولكن النهاية كانت دائمًا مؤلمة، حيث طلقها زوجها الأول، وتوفى حبيبها المخرج الإيطالي فرانكو اندوفينا في حادث أليم.
أكملت حياتها في الخارج حتى وفاتها عام 2001، وقد تركت وصية بتقسيم ثروتها على الجمعيات الخيرية.
سندريلا إيران
الكثيرون يشبهون زواج الشاه وفرح ديبا بقصة السندريلا، حيث فتاة صغيرة بأحلام وطموحات كبيرة تلتقي بالملك الذي يبحث عن شريكة لحياته، ويتزوجا.
تعرفت فرح على الشاه عن طريق ابنته شاهناز أثناء دراستها للهندسة في فرنسا، وبعد أسبوع تقدم لخطبتها، وتزوجا عام 1959، ليأتي بعد عشرة أشهر ولي العهد المنتظر رضا بهلوي الثاني، وتبدأ الرحلة الأهم في حياة فرح، والأخيرة في حياة الشاه.
لُقبت فرح ديبا بـ الشهبانو أي الملكة، وتولت مهام كثيرة في الدولة، فكانت نائبة الشاه، كما أقامت الكثير من المشروعات الصحية والإجتماعية كالمستشفيات والجمعيات الخيرية للأيتام ومرضى الجذام وضحايا الحروق و مرضى السرطان، وساهمت في المجال الثقافي والفني، فأقامت المسارح و شجعت حركة النشر والترجمة ، و في مجال التعليم أنشأت جامعة فرح بهلوي ــ جامعة الزهراء في الوقت الحالي ــ و المراكز البحثية والعلمية.
بالإضافة إلى مرافقتها للشاه في جميع زيارته الرسمية، مما جعلها تحظى بشعبية كبيرة داخل إيران وخارجها.
أنجبت الشاهبانو فرح بهلوي أربعة أبناء هم رضا، فرحناز، علي الرضا ، وليلي، وعاشت الأسرة في سعادة قرابة العشرين عامًا رغم كثير من المشكلات التي واجهت الشاه، حتى جاءت اللحظة التي ثار الشعب ضده وعلت الهتافات برحيله، وقرر الرحيل، لتسقط الدولة البهلوية، وتتحول إمبراطورية إيران إلى جمهورية إيران الإسلامية.
ذكرت فرح بهلوي في مذاكرتها أن ابنهما رضا كان يدرس حينذاك في الولايات المتحدة، فأرسلت الصغار إليه بصحبة جدتهم ، وبقت فرح جوار الشاه، ليرحلا سويًا عن إيران إلى الأبد، تولى الشاه بنفسه قيادة الطائرة في سماء إيران فقط، ثم ترك القيادة للطيار. في تلك اللحظات الحرجة تخلى العالم عنه، حتى آمريكا التي رحبت به في البداية، فاستقبله الرئيس السادات في مصر، ولكن سرعان ما توفى نتيجة لتدهور حالته الصحية حيث كان مصاب بالسرطان، فاقام السادات جنازة مهيبة تليق بالشاه، ودُفن في مصر، ثم رحلت فرح عن مصر بعد إغتيال السادات، لتقضي حياتها بين فرنسا و أمريكا.