جاء مواصلة القوات التركية قصفها المدفعى على مواقع وحدات حماية الشعب الكردية بعفرين شمال سوريا، لتفتح بابا من المواجهة المحتملة مع القوات الإيرانية، خاصة وأن ذلك القصف يعد اختراق لقرار مجلس الأمن الذى صوت بالإجماع على قرار وقف إطلاق النار فى سوريا 30 يوماً.
وتضمن قرار وقف إطلاق النار بجميع أنحاء سوريا تحركا إنسانيا إلى كل المناطق بما فى ذلك الغوطة الشرقية، والتصويت تم بإجماع 15 صوتا، و روسيا لم تتحفظ ولم تعارض القرار، يذكر أن مشروع القرار الذى تقدمت به كل من الكويت والسويد يهدف إلى إقرار هدنة مدتها 30 يوما.
فيما قال نائب رئيس وزراء تركيا، اليوم الأحد، أن قرار الأمم المتحدة بشأن وقف إطلاق النار 30 يوما فى سوريا لن يؤثر على الهجوم التركى بعفرين.
القتال بالوكالة
الخبير في شؤون الجماعات المسلحة، حسن أبو هنية، رأى أن المواجهة التركية الإيرانية قد تكون بالوكالة خاصة وأنها لن تكون مباشرة حيث ستنشب المعارك بين كل من حلفاء تركيا و إيران في الأراضي السورية، وهم بالأخص الميليشيات الموالية للأسد والمرتبطة بإيران، وبين قوات المعارضة المدعومة من تركيا.
وأشار أبوهنية في تصريح لـ «إيران خانة»: « إن العملية التركية في «عفرين» غير مرحب بها في إيران، حيث ندد القادة الإيرانيون، بمن فيهم الرئيس حسن روحاني، بما وصفوه بـ «الغزو» التركي، الذي أفسد المحادثات الأخيرة بين روسيا وتركيا وإيران بشأن المستقبل السياسي لسوريا.
وأشار إلى أن مسؤولين إيرانيين قد ضغطوا على نظرائهم الأتراك لتجنب اندلاع حرب استنزاف فوضوية في سوريا.
تجاهل الشركاء
وكتب «جونول تول»، زميل بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن «كانت تركيا يحدوها الأمل في أن تدخل عفرين وأن يتجاهل شركاؤها الأمر. واعتقدت أنقرة أنها حققت ما تريد عندما أعطت روسيا، التي تسيطر على سماء«عفرين»، أخيرا الضوء الأخضر لغزو الجيش التركي للجيب الكردي».
واستطرد «ولكن التطورات الأخيرة على الأرض تشير إلى أن الطريق لن يكون ممهداً والشراكة مع روسيا وإيران ربما لا تكون بالقوة التي كانت أنقرة تأملها».
وأضاف، وخارج «عفرين»، أصبحت الساحة أقل ازدحاما. فالجماعات الإسلامية المتمردة في محافظة إدلب المجاورة تقاتل بعضها البعض وفي الوقت نفسه تتشارك مع القوات التركية ضد النظام السوري وحلفاؤه. كما أدت الحرب الجوية الأميركية في سوريا، والموجهة أساسا لتنظيم داعش، إلى مقتل المرتزقة الروس.
وتابع، الحقيقة المرة بالنسبة لأنقرة هي أن تركيا لديها خيارات قليلة. وقد أدى تصاعد المشاعر المعادية لأميركا في تركيا، جنبا إلى جنب مع الدعم الأميركي لوحدات «حماية الشعب» الكردية، إلى وضع الولايات المتحدة إلى حد ما في خلاف مع حليفتها في «الناتو».
وتواصل حكومة الأسد، بدعم روسي، قصف المناطق التي يسيطر علها المتمردون بلا رحمة. وقامت إسرائيل، التي تشعر بالقلق إزاء الوجود الإيراني المتجذر في سوريا، مؤخرا بشن ضربات جوية على المواقع الإيرانية المشتبه فيها. ويتحدث المسؤولون الإسرائيليون علنا عن احتمال الدخول في حرب إقليمية أكثر كثافة.
بدلاء محتملين
وكتب «نيكولاس دانفورث»، خبير الشؤون التركية بمركز «سياسة الحزبين في الولايات المتحدة»: «إنه لا يبدو أن روسيا ولا إيران -وكلاهما يتودد لهما السياسيون الأتراك أحيانا باعتبارهما بدلاء محتملين للولايات المتحدة – حريصتان بشدة على الاستجابة للمصالح التركية». وفي الواقع، هناك اتجاه متزايد في واشنطن للتوقف عن تحقيق أجندة أنقرة.