كانت مصارعة الديكة داخل إيران من أهم وسائل التسلية التي كان يمارسها شعبها منذ خمس آلاف سنة، ويرجع البعض إلى أن إيران كانت هي البلد الأولى التي أنشأت هذه العادة التي انتقلت فيما بعد لدول العالم، وأطلق عليها اسم “جنك خروس” أي حرب الديكة، أو مصارعة الديكة.
شهدت تلك اللعبة الكثير من الشعبية داخل إيران، لدرجة أن اهتم الرسامون برسم مصارعة الديوك نظرًا لكونها حظيت بكل هذا الاهتمام، وحتى الآن تمكث نسخ لتلك اللوحات واحدة أبرزهما لوحة في المتحف الملكي بمدريد ولوحة في متحف برلين.
طريقة المصارعة
تبدأ المصارعة بإعداد الساحة المخصصة للتقاتل، ثم يتم حمل الديكين لتلك الساحة، ويتم إطلاقهم وتركهم أمام بعضهم من أجل أن يبدآ في التشاجر، وبالفعل يظلا في صراع بمخالبهما ومنقاريهما حتى ينتهي القتال بموت أحدهما.
يتم العناية بكل تفاصيل القتال حتى في نوعية الطعام المقدمة للديكة قبل دخولهم الحلبة، فيتم إطعامهم الخبز والبيض مع الثوم أو البصل حتى تزاد رغبتهم في القتال، وأحيانًا يتم إعطائه حقنة من عصير الفواكه من أجل تنشيطه، يقوم أيضًا صاحب الديك بجانب إطعامه بثبيت بعض الأنصال الحادة في قديميه عن طريق أربطة، من أجل أن يضرب الديك خصمه، بالإضافة إلى تثبيت ريش جديد بديلًا عن أي ريش قديم تم كسره حتى يحتفظ الديك بوزنه الأصلي ويظل ثابتًا.
يتضمن داخل المصارعة استراحة مدتها خمس عشرة دقيقة يقوم فيها مربي الديك بتدئته ومعالجة جروحه بجانب تقديم المياه له، كما يقوم أحيانًا بمص دماء الديك حتى يخرج كل الدم المتخثر، وأحيانًا يقوم بخياطة الجرح، فهو يصبح طبيبه ومدربه ومساعده الخاص إذا استلزم الأمر.
لماذا الديك؟
يعد الديك رمزًا، حيث اعتبره اليونانيون رمز الشجاعة، إلى جانب أنهم كانوا يأخذون الفأل منه، بالإضافة إلى وروده في كثير من القصص والأساطير حول العالم، وفي أندونيسيا هو تميمة لإبعاد الأرواح الشريرة.
ويعد أشهر أنواع الديكة داخل إيران نوع يسمى “اللاري” وهو من أقوى أنواع الديوك داخل إيران على الإطلاق، كما يوجد سوق في طهران يسمى “بازار جهار راه مولوي” ويتم هناك بيع أنواع مختلفة من الديكة مثل “اللاري” والتي يطعمها مربوها الفلفل من أجل أن تظل دائمًا في حالة من الهياج فيعجب بها المشترون!
مصارعة العصر الحديث
وحتى الآن تمارس هذه اللعبة ببعض المناطق الإيرانية مثل طهران وتبريز ورشت وكرج، وخارج إيران في الولايات المتحدة الأمريكة والمكسيك وجنوب شرق آسيا سرًا، إذ أنه تم منع هذه الرياضة في كثير من دول العالم بسبب عنفها وقسوتها، وتعذيبها للحيوانات.
أما سومطرة فتتخذ فيها هذه الألعاب طابعا مقدسًا، حيث تجرى هذه المباريات داخل المعابد، ثم يتم حرق الديك المقتول، ويوضع رماده داخل قدور ذهبية ليتم حفظ رماده للأبد داخلها، أما في بورتوريكو فتتخذ هذه الألعاب طابعًا شعبيًا للغاية، بل وصل إلى أن رآها البعض جزء من الهوية والثقافة، كما تعد هذه اللعبة لها جانب اقتصادي هام في بروتوريكو حيث يأتي السياح لمشاهدة هذه المباريات حتى الآن.