اليوم وصلت التوتُّرات بين الجمهورية الإسلامية والمملكة العربية السعودية إلى مستوى غير مسبوق، لكن مع كل ذلك أعلنت المملكة العربية السعودية أنها لا ترغب في مواجهة عسكرية مع إيران، حيث طالب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الغرب بتشديد العقوبات على إيران لتكون حلول بديلا لتجنب الحرب مع طهران.
وكان بن سلمان دعا المجتمع الدولي للضغط على إيران اقتصادياً وسياسياً لتجنب مواجهة عسكرية مباشرة في المنطقة.
وفي حديثه لصحيفة «وول ستريت جورنال» قال بن سلمان إن العقوبات ستخلق المزيد من الضغوط على «النظام الإيراني»، مضيفاً «علينا أن ننجح لتجنب الصراع العسكري.. إذا لم ننجح فيما نحاول القيام به، فمن المحتمل أن نشهد حرباً مع إيران خلال 10-15 عاماً».
Saudi Arabia's crown prince calls for more pressure on Iran. 'We have to succeed so as to avoid military conflict,' he says.https://t.co/A80OXigla8
— The Wall Street Journal (@WSJ) March 30, 2018
ورد حسام الدين آشنا، مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس السبت، على تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قائلا: «إذا كان ولي عهد السعودية محمد بن سلمان استمع لتصريحات الرئيس الأمريكي ترامب الأخيرة، ويعد حساباته بحكمه، فإنه سيكتشف ويرى أن التقارب والتفاهم مع إيران أفضل له اقتصاديا وأكثر كرامة».
وأضاف مستشار روحاني، مخاطبا السعودية، أن «إيجاد الصفقة مع إيران هي الطريقة الوحيدة لإنقاذ السعودية من معضلاتها وأزماتها»، مشيرا إلى أنه «بدلا من المواجهة أو الحرب لمدة 10 إلى 15 عاما، فلنتفاوض ونسعى لمدة 10 إلى 15 يوما لإيجاد الصلح والسلام بين البلدين».
وهناك عدة أسباب تدفع الرياض للابتعاد عن اتجاهات المواجهة العسكرية مع طهران.
الخوف من إلغاء الاتفاق النووي
وفي هذا الصدد أكد الدكتور عبد الله الأشعل السفير المصري الأسبق، الخبير في العلاقات الدولية، أن «إيران تتجنب الحرب مع السعودية خوفا من أي يؤدي ذلك إلى إلغاء أمريكا للاتفاق النووي، ، ولذلك تفضل حكومة روحاني الحفاظ على الاتفاق النووي من خلال التفاهم مع محمد بن سلمان والسعودية».
الأشعل أضاف في تصريح لـ«إيران خانة»:«أن إيران تعرف جيداً حجم العلاقة بين المملكة العربية السعودية والدول الكبرى مثل الولايات المتحدة ومصر وباكستان، وبالتالي فهي أكبر من أن تورط نفسها في حرب ستكون هي الخاسر الأكبر فيها».
شبح العقوبات
وتابع: إيران الآن تعيش في انفراجة سياسية عن طريق رفع العقوبات عليها، وعسكرية عن طريق إنهائها للملف النووي، مشيرًا إلى أن دور إيران سيقتصر على الدعم المادي والسياسي والتسليحي.
ولفت إلى أن «الأيام القادمة ستتجه طهران إلى المبادرات سواء التي طرحتها السعودية أو التي طرحتها طهران وتركيا».
يذكر أن تهديدات قائد القوات البرية، تحذيرات مشابهة للرئيس الإيراني حسن روحاني عن احتمالية صِدام مع السعودية قائد عاصفة الحزم، واجهتها تحركات أمريكية عبر تصريحات قيادات في الكونجرس، إذ تحدث عسكريون أمريكيون، أن 7 سفن حربية أمريكية بينها مدمرتان، تتواجد حاليًا في المياه الإقليمية اليمنية، وأغلبها في باب المندب في رسالة صريحة إلى طهران.
وأوضح الناطق باسم البحرية الأمريكية، أن «عمليات تلك السفن روتينية، وأنها فتشت سفينة تحمل علم بنما، يُشتبه في نقلها أسلحة إيرانية».
وكشف المسؤول الأمريكي، أن الجديد في التحرك البحري الإيراني هو عدم محاولة السفن الحربية الإيرانية التخفي أو المناورة، مشيرًا إلى أن قادة الأسطول يتعمدون التواصل مع القطع الحربية الأمريكية، وغيرها من سفن تحالف «عاصفة الحزم» في مياه خليج عدن.
القوة العسكرية الإيرانية
ورأى الخبير العسكري المصري اللواء حسام سويلم، أن «القدرات العسكرية الإيرانية من حيث الكفاءة الفتالية تتقوف على نظيرتها السعودية، فرغم أن المملكة تمتلك أحدث وأثقل أنواع الأسلحة الأمريكية إلا أن ذلك لن يكون سندا قويا في أي مواجهة عسكرية مع إيرانية بسبب الفروق الكبيرة في القدرات القتالية.
سويلم أشار في تصريح لـ«إيران خانة» إلى أن «المهمات العسكرية للقوات الإيرانية سواء بحريا أو بريا رفعت من درجات الاستعدادات القتالية، حيث تنتشر قوات الحرس الثوري في العراق وسوريا منذ فترة طويلة، الامر الذي منحها خبرات كبيرة في المواجهة القتالية مع القوات المختلفة، فضلا عن المهام العسكرية البحرية».