عادت أزمة الأحواز مجددا إلى الساحة الإيرانية، حيث يواصل اليوم المئآت من العرب الأحوازيين في محافظة حوزستان جنوب غرب إيران تظاهراتهم (وهو اقليم يرى سكانه انه محتل من قبل إيران بعد ان ضمته عام ١٩٢٥ ويعانون من عنصرية) وذلك احتجاجا على ما اعتبروه محاولات الدولة الإيرانية لطمس الهوية العربية للإقليم، بعد أن بث التلفزيون الرسمى قبل أيام برنامج اعتبروه مهينا للعرب.
و تمارس السلطات الإيرانية تعتيما كبيرا على ما يجري داخل الأراضي الإيرانية الممتدة على مساحة 1648 ألف كم²، وقد جعلتها هذه السياسة من بين أكثر دول العالم تجاهلا للأقليات وقمعا لحريات الفئات غير الفارسية، حيث تسلّط عليهم يد الحرس الثوري الطولى أينما وجدوا من شمال البلاد، حيث الحدود الإيرانية مع تركمانستان وأذربيجان، إلى الغرب المضطرب مع العراق وتركيا، فالشرق حيث تطل على أفغانستان وباكستان.
وكانت قضية الأحواز أدرجت في جدول أعمال مؤتمر القمة العربية الأول المنعقد في القاهرة في عام 1964، ومن بين القرارات التي خرجت بها القمّة إدراج قضية الشعب الأحوازي العربي في المناهج المدرسية العربية وفي برامج الإعلام.
وكان ذلك لتسليط الضوء على الاضطهاد الذي يتعرّض له العرب – سنّة وشيعة – في هذه المنطقة، حيث يمنعون منعا باتّا من التحدّث باللغة العربية أو التعامل بها في المدارس والمؤسسات، واللغة الفارسية هي اللغة الرسمية المتداولة.
أزمة 2015
شهد عام 2015، مظاهرات قوية داخل إقليم الأحواز نتيجة تفاقم مشكلة التلوث البيئي، ومشاكل االتصحر وتجريف الزراعات الناتجة عن السدود، وتحويل المجاري المائية في الإقليم باتجاه العمق الإيراني.
وتصاعدت الأحداث بعد قيام المواطن الأحوازي، يونس عساكرة، بإحراق نفسه قبل أسبوع، لمصادرة البلدية لعربة الخضار الخاصة به في تكرار لنموذج البوعزيزي التونسي لتشهد جنازته مظاهرات ضخمة.
كما شاهد الجميع دعوة منظمات الأحواز قبل أسبوع واحد في الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية، بمطالبتها بالاعتراف بالأحواز كدولة عربية.
مظاهرات عارمة
وفي ديسمبر الماضي نطلقت في إقليم الأحواز العربي في إيران، مظاهرات عارمة احتجاجًا وتنديدًا بسياسيات الحكومة في مصادرة أراضٍ للمزارعين العرب في الإقليم الواقع جنوب غرب البلاد.
وجاب الآلاف من عرب الأحواز جابوا شوارع الأحياء العربية في المدينة التي تعتبر عاصمة ومركزًا للإقليم، معلنين رفضهم واستنكارهم لسياسات التفريس، والتغيير للتركيبة السكانية، والمتمثلة بمصادرة الأراضي العربية الأحوازية وإعطائها لأبناء الجالية الفارسية القادمة من المحافظات الأخرى تحت عناوين ومسميات مختلفة مثل منظمات حكومية وغيرها بغية تغيير هويتها العربية لصالح غير العرب، بحسب مصادر أحوازية معارضة.
و، نُظّمت هذه المظاهرة تضامناً مع أهالي قرية الجليزي في عيلام الذين تمتّ مصادرة أراضيهم في نوفمبر 2017، واعتُقل أبناء القرية رجالًا ونساءً بسبب احتجاجهم ومعارضتهم لـمصادرة أراضيهم الزراعية، حيث اعتقلت السلطات الإيرانية ما يقارب 200 رجل و امرأة من القرية، وما زالوا موقوفين في مراكز المخابرات والقوى الانتظامية.
وتمنع الحكومة الإيرانية القوميات غير الفارسية من ممارسة عاداتها وآدابها الثقافية، وتبرر ذلك بالتطورات الأمنية في المنطقة، متناقضة بذلك مع بنود الدستور، كما لا تسمح لهم بالتدريس بلغتهم الأم، رغم أن الدستور الإيراني ينص على ممارسة هذا الحق الطبيعي للقوميات في إيران.
المحاكم الإيرانية تواصل إصدار أحكام الإعدام بحق الأحوازيين
وكانت حركة النضال العربي لتحرير الأحواز إن «إيران أصدرت أحكاما بإعدام 3 مناضلين أحوازيين والسجن مدة تتراوح بين 25 و35 عاما على 4 آخرين».
وأضافت الحركة أن الأحوازيين السبعة الذين صدر ضدهم الحكم الأسبوع الماضي مازالوا يقبعون في زنازين المخابرات الإيرانية حيث تمارس ضدهم أبشع أنواع التعذيب.
وكشف ناشطون أن المحاكمة جرت بشكل صوري ولم تسمح لذويهم بتوكيل محامين للدفاع عنهم.
من جانبه انتقد عضو المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز عيسى الفاخر أحكام الإعدام بحق «المناضلين» الأحواز، مؤكدا أنها لاتستند إلى أية إجراءات قانونية، بالاضافة الى ممارسة التعذيب لانتزاع الاعترافات.
وحذر من أن إعدامهم «سيفجر براكين الغضب ضد نظام الملالي، وطالب الفاخر منظمات حقوق الإنسان بممارسة صلاحياتها القانونية والضغط على «الدولة الفارسية» حتى لاتتمادى في سفك دماء الأحوازيين».