شيرين نشاط مصورة، ومخرجة، وكاتبة سيناريو إيرانية ـ أمريكية شهيرة. حصلت على العديد من الجوائز مثل جائزة الأسد الفضي لأفضل مخرج سينمائي من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي عن فيلم نساء بلا رجال، واقامت المعارض المختلفة في معظم انحاء العالم.
النشأة
ولدت شيرين نشاط في مدينة قزوين عام 1957 ، لأسرة مثقفة، كان والدها الدكتور علي نشاط فيزيائي شهير، يميل إلى الثقافة الغربية، فتعلمت شيرين في المدارس الكاثوليكية بطهران، ثم ارسلها والدها في السابعة عشر من عمرها لإكمال دراستهما في الخارج، فدرست الفن في جامعة كاليفورنيا .
حينما عادت بعد الثورة الإسلامية إلي إيران بالتحديد عام 1990، شعرت بتغيرات كبيرة في الشعب الإيراني وثقافته، وصفتها بأنها تغيرات مخيفة، ومن هنا اصبحت شيرين محاطة بثقافتين مختلفتين حد التضاد، فجاءت اعمالها تحمل هذا الشعور بالتناقض مثل الرجل والمرأة ، الأبيض و الأسود ، الحياة والموت، فقررت العودة إلى الولايات المتحدة والبقاء هناك.
و من المثير للإنتباه هو استشهاد شيرين بالأشعار الفارسية الإيرانية المعاصرة، كما اقتبست صور و أبيات من الشاهنامه، ثم تقوم بكتابة هذه الأشعار على الأجساد وخاصة جسد المرأة المغطى بالشادور، على أماكن محددة كالوجه واليدين والقدمين، فتشعر عندما تنظر لأحدى هذه الصور بأنك داخل صراع كبير بين السلطة الدينية والفن والجسد وحرية المرأة المفقودة، نعم ستشعر بكل هذا في صورة واحدة.
كما تذكر شيرين دائمًا في أحاديثها أن الثورة الإيرانية هي التي تسببت في تركها لإيران و انفصالها عن أسرتها، لتحيا في حالة اغتراب دائم.
قدمت الكثير من المعارض حول صور ترصد تطور المرأة الإيرانية منذ 1979 حتى 2009 منها
نساء الله ( مجموعة صور )
رفع الستار ( مجموعة صور )
نساء بلا رجال ( أول فيلم روائي طويل )
الذهب ( فيلم قصير )
النشوة ( فيلم قصير )
أوهام و مرايا ( فيلم قصير )
مهدخت ( فيلم قصير )
ممر منحني ( فيلم قصير)
البحث عن أم كلثوم ( فيلم روائي طويل )
أسطورة كوكب الشرق
في الآونة الأخيرة سببت شيرين نشاط حالة من الغضب بين عشاق أم كلثوم نتيجة لتقديمها فيلم عن كوكب الشرق باسم ” البحث عن أم كلثوم ” يضم الكثير من الأخطاء الفنية والتاريخية التي لا تليق بمثل هذه الأيقونة، وقد اختارت الممثلة المصرية ياسمين رئيس لأداء دور أم كلثوم.
وقد أجمع المتابعين والنقاد العرب أن نشاط أسقطت المشاهد العربي من حساباتها، واهتمت بالمشاهد الغربي فقط، فجاء التصوير بعيدًا عن مصر، واكتفت بالتصوير في المغرب، كما كانت ازياء الفيلم بعيدة كل البعد عن شكل الأزياء المصرية في تلك الحقبة، ويستطيع المشاهد العادي أن يحدد ذلك إذا تابع ما تبثه القنوات الفضائية يوميًا من حفلات لأم كلثوم. فلن يجد الحضور من المعممين و أصحاب الطربوش كما صورت نشاط.
بالطبع أم كلثوم أيقونة مصرية عربية لن تتكرر، ولكن شيرين نشاط بحثت عنها بداخل نفسها، فعرضتها بالصورة التي رأتها هي، والتي ألهمتها كإيرانية مغتربة مهمومة بمشكلات المرأة الشرقية أو بالأدق الإيرانية. فجاء الفيلم يحمل نظرتها التفكيكية الخاصة.