جاء الهجوم الصاروخي الأخير الذي شنته جماعة الحوثي على الرياض، عشية الذكرى الثالثة لانطلاق عمليات التحالف العربي الذي تقوده في اليمن، محملا بعدة رسائل إيرانية باعتبارها الداعمة الأولى لقوات الحوثي، حيث رأى خبراء أن إطلاق الحوثيين 7 صواريخ باليستية باتجاه مناطق مختلفة في المملكة، بينها العاصمة الرياض، وبهذه الطرثة، وفي توقيت واحد، بأنه حدث مثير، حمل رسائل سياسية ذات بعد إقليمي، على رأسها التأكيد على القوة اليمنية في مواجهة السعودية.
ومساء الأحد، أعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية اعتراض 7 صواريخ تم إطلاقها من اليمن، 3 منها في أجواء الرياض، واثنين آخرين أطلقا باتجاه أبها في عسير، وآخر في جازان.
تزامن هجوم جماعة الحوثي، الأوسع منذ ثلاثة أعوام من الحرب، مع زيارة المبعوث الأممي الجديد لليمن، «مارتن غريفيث»، الذي وصل يوم السبت، أي قبل الهجوم بيوم واحد؛ للتباحث معها في سياق تحركاته لإحياء مشاورات السلام المتعثرة منذ العام الماضي.
تهديد إيراني
الدكتور محمد سعيد عبد المؤمن، أستاذ الدراسات الإيرانية راى أن الهجوم الصاروخي الحوثي، هو رسالة إيرانية عسكرية بحتة وبطريقة مباشرة إلى المملكة السعودية العدو الأول لها في المنطقة.
وأضاف سعيد في تصريح لـ«إيران خانة»:«إيران رغبت أن تكشر عن أنيابها تجاه السعودية التي تعمل على تحريض الغرب عليها في الفترة الأخيرة، فضلا عن أن ذلك الهجوم يعبر عن الحالة الراهنة من الصراع الإقليمي المحتدم بطرفيه الإيراني والسعودي، بعدما أضحت اليمن ساحته الرئيسية. رسالة دولية وأشار سعيد إلى أن الرسالة الثانية من إطلاق تلك الصواريخ المصنوعة إيرانيا، هو رغبة طهران في مواجهة الضغوط الدولية الهائلة التي تتعرض لها حاليا، خصوصا في ظل موجة الاستهداف التي يتبناها الرئيس ترامب، وتتلاقى مع إرادة سعودية لإنهاء الدور الإقليمي لإيران».
تأكيد الهيمنة
ويعد إطلاق الصواريخ بهذه القدرة عبر الحوثيين، دليل على على حالة التنامي في القوة النوعية للحوثيين، ما يطرح التساؤلات على الطاقة الحوثية في الهيمنة على الأراضي اليمينة بكل إريحية، رغم محاولات السعودية العسكرية ضدها.
انطلاقة عسكرية جديدة
اللواء محمد علي بلال، الخبير العسكري والاستراتيجي اعتبر أن إطلاق الحوثيين لـ7 صواريخ على أهداف داخل المملكة «تحول استراتيجي في مسار المعركة التي دخلت عامها الرابع».
وقال بلال في تصريح لـ«إيران خانة»:«إن الحوثيين بدعم إيران تمكنوا من تطوروا صناعة الصواريخ، فهم بالتأكيد تحصلوا على الرؤوس المتفجرة من طهران، ثم صنعوا بقية أجزاء الصاروخ، فضلا أنهم استفادوا من المخزون الصاروخي الكبير الذي تركه الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، إلى جانب الاستفادة من عامل الوقت «ثلاث سنوات»، والخبرات المحلية والإقليمية، ليفاجئوا الجميع بمنظومات جديدة قادرة على الوصول إلى الرياض.
وأشار بلال إلى أن «توقيت إطلاق الصواريخ ويحمل أكثر من رسالة داخلية وخارجية، مفادها أنه رغم مرور ثلاث سنوات على عمليات التحالف، ها نحن انتقلنا من طور الدفاع إلى الهجوم.
وأضاف، أن «هناك رسالة ما يبعث رسائل عدة، منها أن «الحوثي تفاوض بيد وتهاجم بالأخرى، لرفع سقف المطالب السياسية، وتحسين شروط التفاوض»، وهو ما قد تلجأ إليه السعودية في الفترة المقبة لا سيما أن هناك توجها دوليا لمصلحته وقوة عسكرية على الأرض يمتلكها تقوي موقفه.