الإحصائيات الرسمية تؤكد أن هناك 36 ألف مصاب بمرض نقص المناعة المكتسبة – الإيدز- في الجمهورية الإيرانية يشكل الرجال نسبة 84 % من هؤلاء المرضى في حين تشكل النساء 16%، هذا ما يخص الارقام الرسمية المعلنة من قبل الحكومة الإيرانية.
لكن في المقابل تشير الكثير من التقارير الحقوقية إلى أن هذا الرقم لا يمثل سوى ثلث الحقيقة فقط، وأن عدد مصابي مرض الإيدز تزايد بشكل خطير في الآونة الأخيرة وهناك 100 ألف إيراني مصاب بهذا المرض الخطير، لكن الكارثة الحقيقة تكمن في أن ما يقارب الـ 70% من هذا العدد غير مسجل بوزراة الصحة الإيرانية ولا يتلقى العلاج اللازم، وبالتبعية يساعد في نقله إلى الآخرون، وهنا يكمن الخطر الذي يهدد دولة الملالي ويخص شباباها بالتحديد حيث أشارت ذات التقارير إلى أن 50 % من المصابين تترواح أعمارهم بين 25-32 عاما، كما أنه تسبب في وفاة 10 الآف حالة مؤخرًا.
الوضع في إيران لم يكن يختلف كثيرًا عن الحال في باقي الدول ذو الطبيعة الدينية التي يتشابه بها مجتمع الملالي في العادات الاسلامية والتقاليد الدينية التي حدت بشكل كبير من انتشار هذا المرض القائم في توسعه بشكل رئيسي على العلاقات الجنسية أو الإدمان عن طريق الحقن، لكن مع إباحة المذهب الأثنى عشري لزواج المتعة تبدل الحال واصبحت إيران واحدة من الدول التي يلاحظ بها انتشار هذا المرض الخبيث الذي لم يكتشف العلماء دواء يقضي عليه حتى الآن ويقتصر الأمر على عدة أدوية تمكن المريض من التعايش معه وليس الشفاء منه.
فقد سببت هذة الإباحة رواج ما يسمى بالسياحة الجنسية تحت غطاء زواج المتعة الذي بطبيعة الحال لا يخضع لأية فحوصات طبية قبل إتمامه فازادات أرقام المصابين بهذا المرض في إيران بهذا الشكل الملحوظ.
وهو ما تؤكده عدد من الإحصائيات التي نُشرت مؤخرًا في هذا الأمر، حيث توضح أن نسبة 41 % من المصابين بهذا المرض في دولة الملالي نُقل إليهم عن طريق علاقات جنسية بعضها غير شرعي والبعض الآخر ناتج عن زواج المتعة، بينما سجل الإدمان الذي غزا الجمهورية الإسلامية ايضًا بشكل ملفت خلال العقدين الماضيين، وبالتحديد مع بداية الالفية الثالثة و الذي أصبح الظاهرة الأكثر هلعًا في إيران نسبة 39%، والنسبة المتبقية عن طريق نقل الدم الملوث، أو نقل العدوى من الأم لجنينها، كما صرح خسرو منصوريان، مؤسس جمعية إحياء القيم الإنسانية.
حجم الكارثة لا يقف عند هذا الحد فقط، فالمآساة الحقيقية تكمن في اكتظاظ أرصفة طهران العاصة الإسلامية بأطفال مصابين لا يدركون ماهية الإيدز أو مدى خطورته أو سبب إصابتهم به، فينقلون المرض دون وعي أو تخطيط.
من ناحيته أشار السيد محمد رضا قاسمي المدير التنفيذي لمؤسسة خيرية تساعد مرضى الإيدز إلى أن المدارس توقف الأطفال المصابين عن الدراسة، كما أن امهاتهم عاطلات عن العمل، مؤكدًا أن هؤلاء المرضى في حاجة إلى الدعم النفسي بمقدار حاجتهم للدواء والمال.
وأمام كل هذا ، أين دور الحكومة الإيرانية في مواجهة هذا الخطر، وهو ما تجيب عليه الدكتورة پروین افسر کازرونی، رئيسة قسم الإيدز والأمراض الجنسية التابع لوزارة الصحة والتي كانت قد اعلنت في وقت سابق عن تفاصيل خاصة بخدمات الوقاية من الإيدز بين الفئات المستهدفة والمعرضة للإصابة بشكل كبير . حيث قد وضعت الوزارة برنامج للأم الحامل المصابة لمنع نقل العدوى للطفل عن طريق إجراء اختبارين، الأول في الثلاثة شهور الأولى، والثاني في الثلاثة شهور الأخيرة من الحمل، وهذه الاختبارات توفرها مراكز الأمومة والطفولة في المحافظات المختلفة، كما تقوم الفرق المتطوعة باقناع ساكني الشوارع والمدمنين بإجراء التحاليل اللازمة للتأكد من إصابتهم أو سلامتهم.
ولكن مازالت برامج المكافحة غير كافية أو مجدية، لأن الأسباب الرئيسية التي تقبع خلف كل ظاهرة في المجتمع الإيراني لم تحل، رغم كونها واحدة ومعروفة للجميع.