أعاد إعلان خفر السواحل الإيراني اعتقال زورق إماراتي و4 بحارة كانوا على متنه، بعد ضبط كميات وقود مهربة على متن الزورق، إلى الأذهان تاريخ الصراع الإماراتي الإيراني، فرغم أن دبي لم تعلق حتى الآن على الحادث إلا أنه يعتبر في نظر مراقبون تحرش إماراتي بالمياه الإيرانية في ظل أزمة صراع على جزر لم تنته منذ عشرات السنوات.
ووفقا لما نقلته وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، فقد أعلن قائد خفر السواحل في بندرلنكة بمحافظة هرمزكان جنوبي إيران محمد ثابت عن “احتجاز زورق اماراتي يحمل وقودا مهربا”، و وقال “ثابت» إن هذا الزورق المزود بأجهزة الضخ وتخزين الوقود كان يحمل 250 ألف لتر من زيت الغاز المهرب، وقد تم توقيفه في إطار عمليات خاصة من قبل خفر السواحل في بندرلنكة.
وأضاف أن طاقم الزورق يضم 4 أفراد يحملون الجنسية الهندية وقد تم تسليمهم للسلطات القضائية المختصة.
تحرش يعقبه ترقب
الدكتور محمد سعيد اللباد، أستاذ الدراسات الإيرانية قال في تصريح لـ«إيران خانة»:« بالتأكيد إن الزورق الإماراتي تحرش بالمياه الإيرانية بصورة غير مباشرة أو رسمية، وإلا كان قد تطور الآمر إلى أزمة دولية جديدة بين البلدين، لكن في الوقت نفسه لا يمنع ذلك أن تكون هناك اعتبارات لدى طهران بأن الإمارات تتجاهل أو تتكتم على تحركات القراصنة منها إلى إيران في إطار ما يسميى بـ«المناوشة البحرية».
اللباد رأى أن «إيران لن تترك هذا الحادث أن ينتهي بمرور الكرام، بل سيكون هناك إصرار إيراني على فرض عراقيل على عملية تصدير النفط إلى الإمارات خاصة وأن الأخيرة تحتل المركز الأول عربيا بقائمة العلاقات الاقتصادية بين طهران والدول العربية.
تاريخ الصراع
في العام 1971 حين أعلنت بريطانيا نيتها الخروج من الخليج العربي، ومع بداية تأسيس دول الخليج أعلنت إيران أنها على استعداد لملء الفراغ الذي سيسببه انسحاب القوات البريطانية. وقبل يومين من الإعلان الرسمي لتأسيس دولة الإمارات، أعلن الشاه ضم الجزر الثلاث «طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى« إلي السلطات الإيرانية، ودخلها عسكريًا. ومع صعود الخوميني لم تتغير سياسة إيران تجاه الجزر الثلاث.
أهمية الجزر الثلاث
تمثل الجزر الثلاث ليس فقط أهمية اقتصادية وإنما أهمية استراتيجية وسياسية كبرى أيضًا، وحسب محللين تتعدى أهمية الجزر الثلاث دول الخليج إلى الغرب، الولايات المتحدة على وجه الخصوص..
تشرف الجزر الثلاث على سواحل إيران والعراق والسعودية – أهم دول نفطية في الخليج – وتطل أيضًا على مضيق هرمز، والذي تمر من خلاله نحو 40% من صادرات النفط العالمية المنقولة بحرًا.
يفوق موقع هذه الجزر الثلاث أيضًا أهمية جزيرة هرمز، التي تطل على ساحل المضيق. حسب خبراء فإن هذه الجزر الثلاث لا تقل أهمية عن مضيق جبل طارق ومدينة طنجة الساحلية، أو عن عدن في مدخل البحر الأحمر. بالإضافة إلى كل هذا تشرف الجزر الثلاث على حركة المرور في الخليج.
حسب دراسة لمركز الدراسات الاستراتيجية الدولية في جامعة جورج تاون الأمريكية فإن 86% من صادرات نفط الشرق الأوسط تمر من مضيق هرمز بشواطىء الجزر الثلاث. هذه النسبة تشكل نصف الطاقة التي تعتمد عليها صناعة العالم واقتصاده وحياته اليومية.
علاقات اقتصادية
رغم ما هو معروف من عداء واضح من كل بلد تجاه الآخر، إلا أنَّ إيران والإمارات تحتفظان بعلاقات اقتصادية قوية جدًا، يمكن من خلالها لمدير منظمة تنمية التجارة الإيرانية مهدي فتح الله أن يصرح أن الإمارات هي الشريك التجاري الأول لإيران.
في العام 2011 بلغت قيمة المبادلات التجارية بين إيران والإمارات ما قيمته 10 مليارات دولار، وهو ما مثل انخفاضًا حيث أن قيمة المبادلات التجارية عام 2009 قد وصلت 13 مليار دولار، كان هذا الانخفاض بسبب التوتر الحادث في العلاقة بين دول الخليج وإيران بسبب الأزمة في سوريا والبحرين. إلا أنه ومع عودة العلاقات بعد اتفاق النووي الإيراني، يبدو أنَّ العلاقات الاقتصادية ستشهد صعودًا كبيرًا بين البلدين