حالة من القلق انتابت الأوساط الإيرانية، بعد استبدال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، مستشاره للأمن القومي، إتش آر ماكماستر، بالسفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة، جون بولتون، الذي صرح عدة مرات بأنه لا يريد للنظام الإيراني أن يكمل عامه الأربعين، و حالة القلق جاءت لعدة أسباب أبرزها الدعوات السابقة لـ«بولتون» بشن ضربة عسكرية لطهران.
وذكر بولتون في مقابلة له مع «فوكس نيوز»، الثلاثاء الماضي، أنه لا يرى أي أفق لإصلاح الاتفاق النووي الإيراني كنتيجة لاجتماع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، مع الرئيس ترمب في البيت الأبيض.
واعتبر بولتون أن الاتفاق مع إيران «كارثة استراتيجية للولايات المتحدة»، مضيفا أن إصلاح الاتفاق لن يغير شيئا من سلوك إيران.
ومن جهتها، اعتبرت وكالة «فارس» المقربة للحرس الثوري الإيراني، أن تعيين بولتون بعد سلسلة من الإقالات والاستقالات في فريقه خلال الأشهر الماضية، بأنها «جزء من محاولة لإعادة تشكيل فريق سياسته الخارجية قبل اجتماع محتمل مع الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون.
وذكرت الوكالة أن بولتون، الذي سيتسلم منصبه رسميا في التاسع من أبريل القادم، يشارك ترمب في الكثير من الرؤى المتعلقة بالسياسة الخارجية، ويعتبر من أشد المعارضين للاتفاق النووي الإيراني.
وتولى جون بولتون، الصقر المحافظ الذي احتل مكانا بارزا في إدارة الرئيس السابق جورج بوش الابن، منصب مستشار الأمن القومي الجديد في إدارة دونالد ترامب.
بولتون المعروف بأنه مدافع قوي عن النفوذ الأمريكي ومؤيد لإرساء هذا النفوذ في الخارج، لم يتراجع قط عن مواقفه.
ولد بولتون في 20 نوفمبر 1948، وقد اشتغل بالمحاماة وكذلك بالدبلوماسية، حيث عمل سفيرا لواشنطن لدى الأمم المتحدة في الفترة بين أغسطس 2005 وديسمبر 2006.
وهناك عدة أمور يؤمن بها بولتون تقلق طهران
الدعوة لضرب كوريا الشمالية
تطرح وجهة نظر بولتون في هذا الملف تساؤلات. ففي الوقت الذي ينضم للبيت الأبيض، تزيد التوقعات بعقد قمة بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في مايو المقبل.
وقد أعرب بولتون عن اعتقاده بأن كوريا الشمالية وبرنامجها النووي يشكلان «تهديدا وشيكا» للولايات المتحدة، مستبعدا وجهات نظر مفادها أنه مازال هناك وقت للعمل الدبلوماسي.
وفي مقال بصحيفة «وول ستريت جورنال» في فبراير، قال بولتون «بالنظر إلى الفجوات في المعلومات الاستخباراتية الأمريكية بشأن كوريا الشمالية، لا يجب الانتظار حتى الدقيقة الأخيرة».
وأضاف «إنه أمر مشروع للولايات المتحدة أن تبادر بالهجوم ردا على تهديد السلاح النووي من قبل كوريا الشمالية».
قصف إيران أمر مبرر
أفادت تقارير بأن ترامب تخلص من وزير خارجيته السابق، ريكس تيلرسون، بسبب تعارض وجهات نظرهما بشأن البرنامج النووي الإيراني، الذي ينتقده الرئيس الأمريكي بشدة.
وفي حالة بولتون فإن الأمر يختلف ذلك أنه يتفق مع ترامب في رأيه.
فقد انتقد بولتون إدارة الرئيس السابق باراك أوباما لموافقتها على الاتفاق النووي مع إيران في عام 2015. وقد كتب في العام الماضي يقول إن نص الاتفاقية «خلق ثغرات كبيرة، وإيران تطور الآن صواريخها وبرنامجها النووي من خلال تلك الثغرات».
وفي مارس 2015، قبل الموافقة على الاتفاق، كتب في صحيفة «نيويورك تايمز»، قائلا إن «الحل العسكري هو الوحيد لهذه المشكلة، والوقت المتاح محدود ولكن مازالت هناك فرصة لنجاح هجوم، ومثل هذا الإجراء يجب أن يواكبه دعم أمريكي قوي للمعارضة الإيرانية بهدف تغيير النظام في طهران».
مصالحنا أولا
في خطاب بعام 1994، قال بولتون إنه «لا وجود لشيء اسمه الأمم المتحدة، بل هناك مجتمع دولي قد تقوده أحيانا القوة الحقيقية الوحيدة المتبقية في العالم وهي الولايات المتحدة، عندما يتوافق ذلك مع مصالحنا».
وجاء إلقاء هذا الخطاب قبل أكثر من عقد من ترشيح بوش الابن له سفيرا لواشنطن في الأمم المتحدة. ولكن ظل تشككه في دور المنظمة الدولية وعدم خضوعها لدولة معينة قائما.
ووصفته الإيكونوميست بأنه «أكثر سفير مثير للجدل أرسلته أمريكا للأمم المتحدة»، ولكنه حظي بالإشادة عندما دفع بشراسة من أجل إصلاح المنظمة الدولية.
حرب العراق لم تكن خطأ
منذ أسابيع قليلة، وصف ترامب قرار غزو العراق عام 2003 بأنه «أسوأ قرار تم اتخاذه»، ولكن في نفس التوقيت تقريبا رفض بولتون، الذي أيد الغزو بقوة، إدانة القرار.
وقال لشبكة «فوكس نيوز» الإخبارية «عندما تقول إن الإطاحة بصدام حسين خطأ فإن ذلك تبسيط».
وفي عام 2016، كان أقل غموضا تجاه هذا الأمر عندما صرح لصحيفة «واشنطن بوست» قائلا «مازلت مؤيدا للإطاحة بصدام سحين الذي مثّل تهديدا للاستقرار والسلام».
لابد من التعامل مع روسيا بقوة
وصف بولتون التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية في عام 2016 بأنه «عمل من أعمال الحرب تجاه واشنطن لا يجب أن تتسامح إزاءه».
وعندما التقى ترامب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يوليو عام 2017 نفى بوتين ما تردد عن التدخل الروسي. فكتب بولتون حينها يقول «إنه يكذب بفضل تدريبات (الاستخبارات الروسية) كي جي بي».
ومؤخرا عندما تم تسميم العميل السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا، وهو الهجوم الذي ألقيت مسؤوليته على روسيا، قال بولتون إن الغرب لابد وأن يرد على روسيا بقوة.