مسافة طويلة جغرافيا تفرق بين حدود الجمهورية الإيرانية وجمهورية مصر العربية، ولكن هذا لم يمنع من بعض التشابهات والتطابقات التي تجمع بين البلدين بالأخص في عدد من الأزمات التي تواجهمهما اليا والهموم التي تشغل بال مواطني الدولتين.
المياه
أول أزمة متطابقة تواجه البلدين حاليا أزمة المياة فالدولة الملالي على أعتاب كارثة مائية مقبلة ومدن كثيرة بدأت تعاني من الجفاف ونقص المياة الصالحة للشرب ولاستمرار الحياة الطبيعية لدرجة أن تقارير كثيرة نشرت خلال العام الماضي تؤكد أن 300 مدينة إيرانية اصبحت تعاني من الجفاف.
وهي نفس الأزمة التي تواجه الجمهورية العربية أرض المحروسة الأن فمنذ اعلان اثيوبيا عزمها بناء سد النهضة واصبحت مصر المسماة بهبة النيل أمام خطر وشيك قد يقضي مستقبلا على نهر الأوحد الذي يشقها من الجنوب إلى الشمال، وخلال الاشهر القليلة الماضية بدءت تلك المخاوف تزداد بشكل كبير لدى المواطنين المصريين رغن أن ذلك يقابل بين الحين والاخر بعدد من التصريحات المنسوبة لمسئولون مصريون يؤكدون أن حصة مصر من نهر النيل لن تتأثر بهذا السد لكن صور جفاف بعض مناطقه في الفترة الأخيرة لا تبشر بالخير ولا تساعد على تقبل تلك التصريحات.
الجيش
استنادا لتقارير واحصائيات المنظمات المعنية بتحديد قوة الجيوش حول العالم فان الجمهورية الاسلامية تمتلك واحدا من اقوى الجيوش على مستوى قارة اسيا وفي المقابل ايضا تمتلك الجمهورية العربية واحدا من اقوى جيوش قارة افريقيا واغلبية القوائم التي تنشر في هذا الشان يتدول فيها اسم مصر وإيران بكون جيوشهما واحدا من اقوى الجيوش حول العالم، وهذا امتياز ايجابي يحسب للبلدين.
لكن في مقابل تحقيق ذلك تخصص الدولتين نسبة كبيرة من ميزانيتهما لصالح قواتهن المسلحة وبالتالي يؤثر ذلك على خطط تنميتهموسبل الانفاق الصحيح الذي قد يعود بالنفع على المواطن، وهي أزمة تشغل بال مواطني الدولتين بشكل كبيرة في الاونة الأخيرة ونسمع هنا وهناك كثير من الانتقادات بشأن تخصيص كل هذة الارقام الفلكية من الاموال لتسليح الجيش، في الوقت الذي يعاني فيه نسبة كبيرة من مواطني الدولتين من الفقر.
الزيادة السكانية
دولا كثيرة حول العالم تبحث عن حلول لزيادة عدد سكانها، لكن ومصر وإيران تعاني من العكس تماما فالنظام الحاكم في الدولتين دائما ما ياخذ من تلك الاشكالية شماعة يلقي عليها عدم احساس المواطن بتنمية حقية تمر بها الدولة.
بالمنسابة عدد السكان في الدولتين يتقارب ايضا بنسبة كبيرة فمصر عدد سكانها الان تخطى الـ 100 مليون نسمة، اما إيران فتقل بعشرة ملايين فقط.
البطالة وكثيرا من اقضايا والمشكلات الاجتماعية الأخرى متواجدة في البلدين ودائما الاجابة النموذجية على لسان مسئولي البلدين أن السبب وراء تلك المشكلات هو الانفجار السكاني الذي نعاني منه.
مواقع التواصل الاجتماعي
المتابع بشكل جيد للشان المصري والإيراني قد يقول هنا أن تعامل البلدين مع مواقع التواصل الاجتماعي يختلف كثيرا وليس به اي نقاط من التشابه، فمن اين سيأتي هذا التشابه بين بلد تحجب مواقع التواصل العالمية كـ “فيس بوك” و “تويتر” عن مواطنيها والقصد هنا إيران وبلد أخرى اخرى احصائية قالت أن المصريين لديهم اكثر من 30 مليون أكونت على موقع “فيس بوك” فقط بخلاف حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى.
لكن المدقق في الامر سيكتشف أن إيران حجبت تلك المواقع حتى تمنع مواطنيها من ممارسة حريات التعبير عن الرأي وانتقاد الاداء الحكومي والنظام، وهو نفس ما تقوم به مصر منذ ثورة يناير 2011 صحيح انها لا تتبع سياسة الحجب ولكنها تتبع الان سياسة المراقبة حتى وان لم يكن هناك اعتراف رسمي من الحكومة المصرية باقدامها على ذلك لكن كل الشواهد وعدد من حوادث الاختفاء القسري والاعتقالات غير المبررة تؤكد أن النظام الحاكم في مصر يراقب جيدا حسابات المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعودة لإيران وفي سبيل اخماد غضب وثرة الإيرانين على عمليات الحجب تلك تتيح امامهم استخدام بعض منصات التواصل الاجتماعي المحلية، وهو ما يتشابه مع مصر ايضا التي انتشرت معلومات بها مؤخرا انها في سبيل اطلاق شبكة تواصل اجتماعي محلية.
القيادات
منذ الثورة الاسلامية عام 1979 وشوارع وطرقات إيران تمتليء بصور قيادات الثورة ومرشدها الأعلى وليس الشوارع فقط فمن الطبيعي أن تجدها على جدران المؤسسات الحكومية وأسوارها ايضا، وهو ما يحد في مصر حاليا فمع اقتراب موعد انتخاباتها الرئاسية واصبحت صور الرئيس الحالي عبدالفتاح السياسي تغرق العاصمة المصرية وباقي محافظاتها، في الوقت الذي يندر فيه أن تجد اية صور دعائية للمرشح الاخر المفترض أن ينافسه على مقعد الرئاسة الدورة المقبلة من 2018 حتى 2022.
المنتخب الوطني
على الصعيد الكروي تتشابه ايضا هموم وأمال مشجعي كرة القدم في البلدين، فإيران التي اعتادت المشاركة في نهائيات كاس العالم خلال نسخهه الاخيرة تطمح أن تعوض فشلها الدائم في تخطي مرحلة المجموعات وتقديم صورة طيبة عن الكرة الإيرانية خاصة وانها الان تمتلك جيل قوي من اللاعبين ومدير فني متمرس وذو سمعة عالمية كبيرة الكرواتي كارلوس كيروس بعدما سبق له اداة منتخب البرتغال فنيا.
ومصر التي تعود إلى نهائيات كأس العالم من جديد بعد غياب ما يقرب من 30 عاما حينما شارت في نسخة كاس العالم ايطاليا 1990، يطمح المصريون أن يصل منتخبهم في النهائيات المقبلة لابعد من مرحلة المجموعات معتمدين على نفس مقومات المنتخب الإيراني جيل جيد للغاية من اللاعبين يقودهم مدير فني ذو سمعة عالمية هيكتور كوبر الذي سبق له قيادة العملاق الايطالي نادي انتر ميلان.