تزينت إيران خلال الايام الماضية عبر أكثر من 23 ورشة تزيين ورسم في هذه المدينة لتلوين وتزيين البيض بالنقوش التقليدية الإيرانية استقبالاً لعيد النوروز، كما أن ذلك العيد يأتي ضمن العديد من الأعياد المصاحبة لبعض العادات والتقاليد التي تميز الشعب الإيراني عن الشعوب الأخرى نستعرض أبرزها عبر هذا التقرير
النوروز
يسمى بالعربية «النيروز» وهو عيد رأس السنة الفارسية، في يوم 21 مارس (1 فروردين) تحتفل به شعوب عديدة غير الشعب الإيراني مثل الأفغان، والأكراد في تركيا وسوريا والعراق، والطاجيك، والقرغيز، والآذريين.
يحرص الإيرانيون في ذلك اليوم على الخروج إلى الحدائق والمتنزهات، كما ترتبط الاحتفالات عند شعوب أخرى بالنار.
ومن الآداب التي يحرص عليها الإيرانيون في ذلك اليوم أيضًا، لبس الثياب الجديدة، والمصافحة والعناق، والصلح بين المتخاصمين، وإهداء الهدايا، وزيارة القبور، وصلة الرحم، والدعاء وقراءة القرآن.
أما أبرز مظاهر الاحتفال عند الإيرانيين في ذلك اليوم، هو تجمع الأسرة حول «سفره هفت سين»، وهي مائدة يوضع عليها سبعة أشياء تبدأ بحرف السين وهي تكون عادة: (سماق – سير – سنجد – سمنو – سكه – سركه – سبزي).
وعادة ما توضع معها أشياء أخرى مثل البيض الملون، ومرآة، وفاكهة، وخبز، ولبن، وماء الورد، وحوض به سمكة حمراء، ويوضع أيضًا القرآن الكريم أو ديوان حافظ أو الشاهنامة.
سيزده بدر
هو ختام احتفالات النوروز، في يوم 2 إبريل (13 فروردين) يخرج الإيرانيون من بيوتهم إلى الحدائق العامة والمتنزهات ويتناولون الطعام هناك، لطرد النحس (لارتباط رقم 13 بالنحس) وجلب الخير والمطر.
عيد مبعث
في غار حراء في مكة كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعبد قبل البعثة، وهناك نزل عليه جبريل بالوحي والرسالة.
و كما اختلف المسلمون حول تحديد يوم مولده، اختلفوا أيضًا في تاريخ ذلك اليوم، فحين يعتقد أهل السنة أنه بعث في شهر رمضان، يعتقد الشيعة أنه مبعثه في يوم 27 رجب في عام 40 من عام الفيل (13 قبل الهجرة)، وهو نفس اليوم الذي اعتاد فيه المصريون الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج.
و لهذا اليوم آداب خاصة منها الاغتسال، والصيام، وكثرة الصلاة على النبي، وصلاة اثني عشرة ركعة في ليلة هذا اليوم، والدعاء بأوراد مخصوصة.
عيد غدير
ربما لم يسمع أهل السنة بهذا اليوم رغم وجود أحاديث صحيحة في كتبهم عنه.
فعند عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع، وقف في غدير خم (في الجحفة الآن) يخطب في المسلمين – يوم 18 ذو الحجة عام 10 هـ – وجاء في تلك الخطبة: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأعن من أعانه” وبعد أن انتهى من خطبته نزلت الآية: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا»، لذا يسمى أيضًا يوم إكمال الدين وإتمام النعمة.
وهذا ما اعتبره الشيعة نصًا صريحًا – بجانب أدلة أخرى – يدل على ولاية علي بن أبي طالب الأمر بعد الرسول صلى الله عليه وسلم. وهذا أيضًا ما فهمه الصحابة حيث قاموا يهنئونه بعد الخطبة ومنهم أبي بكر وعمر. بينما يعتقد أهل السنة أن ذلك أمر بمحبة علي وموالاته من قبيل «من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب» ولا علاقة له بالعهد إليه الأمر من بعده.
ومن آداب هذا اليوم: الاغتسال، ولبس الثياب الجديدة، والتزين، وصلة الرحم، والتصدق على الفقراء، والصيام، والدعاء بأوراد مخصوصة مثل دعاء الندبة.
عاشوراء
في العاشر من محرم عام 61هـ، وقعت حادثة كربلاء، تلك التي استشهد فيها الحسين بن علي بعد حصاره هو وآله ومنع الماء عنهم.
إلا أن تسمية هذا اليوم بالعيد خاطئة، لأن العيد يرتبط بالفرح والسرور، وعاشوراء يرتبط عند الشيعة بالحزن، ولا يرتبط عند أهل السنة بالفرح بل يسن فيه الصيام فقط، فهو يوم استشهاد حفيد الرسول وسيد شباب أهل الجنة، كما يعد هذا اليوم رمزًا للنضال من أجل التحرر ومجابهة الطغيان.
ويحرص الشيعة عمومًا في ذلك اليوم على تذكر المآسي التي وقعت في هذا اليوم لآل البيت من خلال إعادة تمثيل وقائع هذا اليوم في مواكب تجوب الشوارع، وتوزيع الماء وإشعال النار للتذكير بعطش الحسين وحرارة الصحراء، وإنشاد الأناشيد والمراثي.
كما يرتبط هذا اليوم عند البعض بما يسمى «التطبير» وهو ما يعطي انطباعًا خاطئًا وسيئًا عن الشيعة.
ذكرى انتصار الثورة الإسلامية
قامت الثورة في إيران على نظام الشاه «محمد رضا بهلوي»، تلك الثورة التي استمرت لسنوات حتى نجحت أخيرًا في إزاحة الشاه عن عرشه ورحيله عن البلاد والإطاحة بحكومته في يوم 11/2/1979 (22 بهمن 1357)، بقيادة الإمام روح الله الخميني.
يحتفل الإيرانيون في ذلك اليوم من كل عام بانتصار ثورتهم، تذكير بشهداء الثورة، وتجديد العهد على استكمال المسيرة واتباع خط الإمام.
حملت تلك الثورة تطورات عميقة في المجتمع الإيراني، كما أثرت على علاقات إيران بدول العالم وخاصةً العالم العربي.