أثارت تصريحات ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، الأخيرة الجدل، حيث حذر من أن بلاده ستطور وتمتلك سلاحا نوويا إذا امتلكت منافستها الأقليمية إيران قنبلة نووية، لكن مراقبون اعتبروا تلك التصريحات ليست سوى تهديدات شفيهة لن يسفر عنها نتيجة مادية أو ملموسة، خاصة وأن امتلاك المملكة للأسلحة النووية ليس قرارا سعوديا فرديا بكل الأحوال.
بن سلمان قال في حوار مع برنامج 60 دقيقة على شبكة سي بي إس الأمريكية، إن السعودية «لا تريد الحصول على الأسلحة النووية»، لكنه استطرد موضحا «لكن دون شك إذا طورت إيران قنبلة نووية، فسوف نتبعها في أسرع وقت ممكن».
وخفضت إيران من قدرات برنامجها النووي، عقب توقيع اتفاق مع قوى دولية كبرى في 2015، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هدد بانسحاب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق.
وتتنافس السعودية وإيران على النفوذ في الشرق الأوسط منذ فترة طويلة، وكلتاهما تقدم نفسها ممثلة لطائفة في العالم الإسلامي (السعودية عن السنة وإيران عن الشيعة)، كما انهما تلعبان دورا في الصراعات الدائرة بالمنطقة من خلال دعم وتمويل جماعات متحاربة في عدة دول.
وتصاعدت المواجهة وحدة التوتر بين الرياض وطهران، في السنوات الأخيرة، مع اشتداد الحرب في كل من سوريا واليمن.
تهديدات فقط
وفي هذا الصدد يقول الدكتور محمد سعيد اللباد، أستاذ الدراسات الإيرانية، إن «تصريح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مجرد تهديدات عبر وسائل الإعلام فمسألة امتلاك أسلحة نووية لا يتم إعلانها هكذا، بل هناك خطوات تحذيرية مثل تأسيس مفاعل نووي، أو إنشاء معهد لعلماء الذرة وقبل كل ذلك الحصول على إذن مسبق من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروري وهو ما لم يحدث ولن يحدث».
اللباد أضاف، في تصريح لـ«إيران خانة»:« إيران خينما أنشأت المفاعل النووي استعانت بخبرات روسية وصينية لتأسيس المشروع حينها أعلن رسميا عن التهديد الإيراني لامتلاك الأسلحة النووية، وإن لم تصنع القنبلة الذرية فقد صنعت صواريخ باليستية وهي مؤشر لنجاح مستقبلي للمشروع النووي الإيراني، بينما المملكة العربية السعودي تستورد الطلقات النارية لأسلحتها الخفيفة، فتصريحات بن سلمان ليست سوى نبرة تهديد او استعراض قوة سياسية».
تصريحات سابقة
يذكر أن تلك التصريحات ليست الأولى من نوعها، ففي مارس 2015 أعلن عادل الجبير وزير الخارجية السعودي في حوار على CNN الأمريكية أن السعودية ستبني برنامجها النووي الخاص وستصنع قنبلة نووية لمواجهة برنامج إيران النووي،مؤكداً أنه لا يُكننا أن نتفاوض على عقيدة المملكة وأمنها. ذلك عقب تراجع إيران عن نقل اليورانيوم لروسيا قبل 24 ساعة من انتهاء المهلة المحدّدة للاتفاق.
وفي الوقت نفسه قال سفير السعودية في بريطانيا الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز آل سعود في مقابلة أجراها مع صحيفة الغارديان «نأمل أننا حصلنا على التأكيدات التي تضمن بأن إيران لن تسعى للحصول على هذا النوع من الأسلحة، ولكن إن لم يحصل ذلك فإن كل الخيارات مطروحة على الطاولة بالنسبة للمملكة العربية السعودية»، مشيرا إلى أن السعودية على استعداد لتطوير برنامجها النووي إذا لم تتوقف إيران عن تطوير قنبلتها النووية.