في ظل التهديد الأمريكي والأوروبي بإلغاء الاتفاق النووي، خرج قائد القيادة المركزية الأمريكية معلنا تأييده للاتفاق النووي مع إيران، قائلا إن الاتفاق الذي هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب منه، لعب دورا مهما في التعامل مع برنامج طهران النووي، فيما رأى مراقبون أن تلك التصريحات تعني صعوبة إلغاء الاتفاق النووي في الوقت القريب.
وقال الجنرال جوزيف فوتيل «تتصدي خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) لأحد التهديدات الرئيسية التي نواجهها من إيران، ومن ثم فإذا ألغيت الخطة فسوف يتعين أن نجد طريقة أخرى للتعامل مع برنامجهم للأسلحة النووية».
وهدد ترامب بسحب الولايات المتحدة من الاتفاق بين إيران وست دول كبرى ما لم يساعد الكونجرس والحلفاء الأوروبيون في «إصلاحه» بمعاهدة أخرى. وترامب مستاء من الاتفاق لأسباب منها مدته المحدودة.
وفوتيل هو قائد القوات المركزية الأمريكية المسؤولة عن الشرق الأوسط وآسيا الوسطى بما في ذلك إيران. وكان يتحدث خلال جلسة للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في اليوم الذي أقال فيه ترامب وزير خارجيته ريكس تيلرسون بعد سلسلة من الخلافات العلنية بشأن السياسة بما في ذلك بخصوص إيران.
وكان تيلرسون قد انضم لوزير الدفاع جيم ماتيس في الضغط على ترامب المتشكك للالتزام بالاتفاق مع إيران.
مصلحتنا مع الاتفاق
وقال فوتيل «أعتقد أنه سيكون هناك بعض القلق (في المنطقة) بشأن الطريقة التي نعتزم بها التصدي لهذا الخطر بالتحديد إذا لم يتم التعامل معه من خلال خطة العمل الشاملة المشتركة… في الوقت الراهن أعتقد أنه من مصلحتنا» البقاء ضمن الاتفاق.
وعندما سأل مشرع فوتيل عما إذا كان يتفق مع وزير الدفاع جيم ماتيس ورئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دنفورد في أن البقاء ضمن الاتفاق يصب في مصلحة الأمن القومي الأمريكي قال «نعم أتفق مع موقفهما».
وقال ماتيس في أواخر العام الماضي إن على الولايات المتحدة أن تدرس البقاء ضمن الاتفاق ما لم يثبت أن طهران لا تمتثل أو أن الاتفاق لا يصب في مصلحة الولايات المتحدة القومية.
وحذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ترامب في الآونة الأخيرة من أن انهيار الاتفاق النووي سيمثل«خسارة كبيرة» وقدم دفاعا شاملا عن الاتفاق.
والتزمت إيران بالاتفاق منذ تولى ترامب منصبه لكنها وجهت تحذيرات دبلوماسية لواشنطن في الأسابيع الأخيرة. وقالت يوم الاثنين إنها قد تخصب اليورانيوم بسرعة إلى درجة أعلى من النقاء إذا انهار الاتفاق.
وناقش فوتيل الوضع في سوريا أيضا خلال الجلسة.
تهديد فقط
الدكتور محمد سعيد اللباد قال في تصريح لـ«إيران خانة»:«إن تصريحات قائد القوة المركزية الأمريكية عن تأييده للاتفاق النووي، تعني أن ترامب طوال الفترة السابقة اعتمد على الضغط والتهديد والتلويح، لكنه لم ولن يتخذ أي خطوات عملية في اتجاه إلغائه، لأنه لا يريد أن يدخل في مواجهة حقيقة مع أحد».
وأشار إلى أن« ترامب لم يلتزم بكلامه؛ لأن الظروف الموضوعية لا تساعده لا داخليا ولا خارجيا، خاصة مع غياب أي مبرر مقنع، وعدم امتلاكه لأي ورقة قوة تمكنه من إلغاء الاتفاق، فعلى الصعيد الداخلي لم يستطع إقناع أحد بمبررات توجهاته، وخارجيا يجد نفسه مرتبطا باتفاقية دولية يقول أطرافها الأوروبيون إنه ليس هناك أي مبرر لإلغائها».