وإيران عامة لا تعترف باليوم العالمي للمرأة، بل تحتفل رسمياً في يوم آخر بهذه المناسبة العالمية وهو يوم 20 جمادي الثاني، الذي يصادف مولد فاطمة الزهراء، وفقا للتقويم المذهبي المعتمد في إيران.
وكانت إيران في زمن الشاه تختلف عن العالم بهذه المناسبة أيضا، حيث كانت تحتفل في 14 أكتوبر بمناسبة يوم المرأة، والذي كان يصادف عيد ميلاد الملكة #فرح_بهلوي زوجة آخر الشاهات في إيران.
وخلافا للمناسبتين المذهبية والشاهنشاهية تحتفل الحركة النسوية في إيران مع سائر نساء المعمورة في الثامن من مارس كيوم عالمي للمرأة.
تجمع نسوي في طهران
قررت نساء إيران أن تتحدى الحكومة في تلك المناسبة، حيث انطلقت حملة على مواقع #التواصل_الاجتماعي دعت الناشطات والنشطاء للتجمع أمام مقر وزارة العمل الإيرانية في اليوم الثامن من مارس أي اليوم العالمي للنسوة للاحتجاج على التمييز الذي يمارس بحق النساء في مختلف المجالات بإيران.
وتفيد تقارير صحافية أن قوات الأمن الإيرانية استخدمت العنف لمنع التجمع بهذه المناسبة العالمية، وألقت القبض على عدد من النشاطات.
وذكرت وكالة دويتش فيللة الألمانية أن قوات الشرطة الإيرانية منعت تجمع نساء إيرانيات أمام وزارة العمل بمناسبة يوم المرأة العالمي.
نتعرض للقمع
وكتبت الناشطة «مهدية جلرو» التي حضرت أمام وزارة العمل الإيرانية للمشاركة في التجمع، في تغريدة لها أن “السلطات أغلقت كافة الأزقة وجسور المشاة المؤدية إلى مقر وزارة العمل ونشرت قواتها في المنطقة”.
وأضافت: «لم أر مثل هذه الأجواء الأمنية من قبل حيث لم يسمحوا لنا بالوقوف ولو للحظة واحدة وكان المكان مكتظاً بسيارات الشرطة الخاصة بنقل المعتقلين ودوريات الإرشاد ودرجات نارية وعناصر الأمن بالزي المدني، هكذا يحتفل بالثامن من مارس، #يوم_المرأة في إيران».
وكتبت الصحافية الإيرانية المقيمة في طهران، «فرزانة إبراهيم بور»، نقلا عن شهود عيان في تغريدة لها أن بعض عناصر الأمن بالزي المدني كانوا يصورون المتظاهرات الأمر الذي أثار احتجاج النساء. وأضافت أن قوات الأمن اعتقلت عددا من النساء وقادتهن إلى سيارات مخصصة للمعتقلين.
وأثنت إبراهيم بور على «شجاعة» النساء اللواتي تجمعن حوالي وزارة العمل الإيرانية في مسيرات احتجاجية قبل فضها بالقوة من قبل الشرطة.
وذكرت صفحة «ماتشولند» الناطقة بالفارسية على تويتر أسماء أربع ناشطات «جلوه جواهري» و«بنفشه جمالي» و«زهرة أسد بور» و«برستور اللهياري» اعتقلتهن قوات الأمن.
يذكر أن الدعوة للاعتصام في الشارع أمام وزارة العمل الإيرانية بمناسبة يوم المرأة العالمي خلافا لليوم الرسمي الحكومي تطلق لأول مرة منذ عام 2006.
تحذيرات
وفي فبراير الماضي، حذر تقرير أصدره مركز الأبحاث الاستراتيجية بمكتب الرئاسة الإيرانية من انتشار حملة رفض الحجاب الإجباري التي انضم إليها حتى بعض المحجبات وبعض الرجال أيضا، تضامنا مع مطالب النساء الإيرانيات بحرية اختيار غطاء الرأس، معتبرا أنها تشكل «قلقا كبيرا» للنظام الحاكم.
وأكد التقرير أن«الإحصائيات تشير إلى أن أغلبية الناس تعتقد أن اختيار الحجاب من عدمه حق بدائي للنساء وأمر شخصي ولا يجب على الدولة أن تفرض الحجاب عليهن».
وشدد التقرير على أن الإجراءات المتطرفة التي اتخذتها شرطة الآداب والأجهزة الموازية في إيران، كاعتقال النساء اللائي لا يرتدين الحجاب الشرعي، وفرض الغرامات المالية على المخالفات لم تكن مؤثرة»,