على مدار التاريخ نشرت العديد من الأعمال داخل مصر، خاصة بسبب الأهمية الجغرافية لهذا البلد وعلاقتها القديمة بالبلاد العربية وضمنها مصر، وهو الأمر الذي قوى أواصر الصداقة المصرية والإيرانية، والتي ظهرت تجلياتها أكثر ما ظهرت داخل الترجمة والنشر الأدبي، الأمر الذي بدأ مع بداية النشر نفسه في مصر، الذي ركز على عدد قليل من اللغات بجانب العربية، كانت الفارسية من ضمنها، مما يوضح كيف كان الاهتمام المصري بالثقافة الفارسية منذ القدم.
بداية
بحسب المؤرخين، فإن بداية النشر في مصر كانت منذ عام 1798م عندما بناها الفرنسيون وأحضروا معهم آلات الطباعة، وبعد جلاء الفرنسيين عن مصر حاول محمد علي القيام بنهضة شاملة أدرك أن قوامها الثقافة، وهو ما دفعه ببناء مطبعة بولاق وتحسينها، والتي قامت بطباعة الكثير من الأبحاث العلمية والكتب الأدبية، التي تم نشرها بعدد من اللغات كان أبرزها العربية والفارسية والتركية.
صحف
نشرت في البداية العديد من الصحف والتي كانت تصدر باللغة الفارسية، كان أبرزها صحيفة “حكمت” التي كانت تصدر عام 1892م داخل القاهرة، ثم تبعها جريدة “ثريا” والتي كانت صحيفة أسبوعية مثل سابقتها وتم نشرها عام 1898م، تلى هذه الصحيفة، واحدة أخرى حملت عنوان “بروش” والتي نشرت عام 1900م، حملت كلها الروح الفارسية، واهتمت بأخبار إيران بكل المجالات، بالإضافة إلى الأخبار المصرية المكتوبة باللغة الفارسية.
كتب
حملت أولى المطابع في مصر اسم مطبعة “بولاق” التي طبع داخلها عدد من الكتب الفارسية التي تنوعت موضوعاتها بين دواوين الشعر مثل كتب “بند عطار، سعدي الشيرازي، حافظ الشيرازي” بالإضافة إلى كتب تعليم اللغة الفارسية ككتاب “تحفة أي وهبي” أو كتب الرحلات مثل “مسالك المحسنين”.
كما تم نشر كتاب بعنوان “التحفة العباسية للمدرسة العلية التوفيقية” وهو تأليف “محمد مهري” الذي تم طبعة بمطبعة بولاق عام 1884م وتبلغ عدد صفحات الكتاب 325 صفحة، وفي الكتاب كتب المؤلف مقدمته بثلاث لغات مختلفة العربية والفارسية والتركية، ومن جانبه يناقش الكتاب أبجديات هذه اللغات وخصائصها واضعًا لها العديد من الأمثلة، بالإضافة إلى مجموعة من الأمثلة والأشعار، وتتميز النسخة التي تم العثور عليها من هذا الكتاب بكونها مختومة بختم مطبعة بولاق.
من أشهر الكتب الفارسية التي تمت طباعتها أيضًا هو كتاب “زرادشت القيم وفلسفته” لحاجي ميزرا عبد المحمد خان، وقد طبع هذا الكتاب بمطبعة الاعتماد، والذي تم طبعه في حوالي 141 صفحة، أما إهداء الكتاب فيحمل إهداء للإمبراطور البهلوي الأول، في حين يتناول الكتاب الحضارة الإيرانية قبل ظهور زرادشت.
أما كتاب “التحفة الفوزية في تعليم الفارسية” فقد صدر هو الآخر في مصر، وطبع عام 1940م بمطبعة دار المعارف، ونشرت بمكتبة مصر التابعة لها، وقد نشر الكتاب بمقدمة باللغة العربية، متناولًا في كتابه العديد من الموضوعات حول الكثير مما يخص إيران داخل المجلدين، وذلك من أجل تعليم اللغة الفارسية للراغبين.