خلال اليومين الماضيين تناولت الصحافة العالمية واقعة الاشتباكات الجوية بين القوات القوات الإسرائيلية، ونظيرتها الإيرانية خاصة مع إسقاط الطائرة الشبح الإيراني في الأراضي المحتلة، لترد بعدها طهران بإسقاط مقاتلة f16 الإسرائيلية في سوريا، الأمر الذي يفتح الباب للنظر في القوة الجويية الإيرانية.
و تعـــود قصـــة تأســـيس ســـلاح الطيران إلى العـــام 1923 ، حيـــث بدأ المشـــروع بوصف إيران كانت ستلعب دور شرطي الخليج آنذاك، لكن ذلك الدور سرعان ما انحسر عقب الحرب السوفييتية البريطانية على طهران عام 1941، ومع تولي محمد رضا شاه مقاليد الحكم في إيران بـــدأت عملية إعادة بناء الأســـطول الجوي حيـــث بلغت تلك الخطـــة ذروتها عام 1979 أي قبـــل انـــدلاع الثـــورة التـــي أطاحت بحكم الشـــاه. حينها كانت طهران تعتمد على طائـــرات الفانتوم الألمانيـــة وبعض الطائرات الأميركيـــة من طـــراز «إف5» ،«إف14» ،«إف4»، «كوبرا»، «سي 130»، والتي تم تسليمها للشاه مع مطلع الســـتينات والســـبعينات من القرن العشرين.
استيراد الطائرات وقطع الغيار
بعـــد دخول البلاد في عباءة حكم المرشـــد ا لأ علـــى ، تم فـــرض عقوبـــات أوروبية وأميركيـــة علـــى اســـتيراد الطائـــرات وقطع غيارها، ورغم هذه القيود اســـتطاعت طهران الحصول على بعض قطع الغيار من البرازيل والصين في أوقات متفاوتة.
القوة البشرية
وبحسب المصادر فإن سلاح الجو الإيراني اليوم يقوم على ما يقارب 52 ألف جندي بينهم 4 آلاف طيار يمارســـون مهامهم من خلال 500 طائرة مقاتلة ومتعددة المهام.
الأسطول الإيراني
و تملك إيران اليوم 4 أسراب من طراز «إف 14» بحيث يتألف كل ســـرب من 12 طائرة، و11 سربا من طراز «إف5 ،«و12 سرب فانتوم، و100 طائـــرة نقـــل يتم اســـتخدامها للشـــحن والمظليين، فضـــلا عـــن وجـــود 250 مروحيـــة تتنوع مهامها بين حراســـة الحدود والطلعـــات البحريـــة، إضافة إلى 143 طائـــرة عراقيـــة أودعتهـــا بغداد لـــدى الحكومة الإيرانية عقب الانســـحاب العراقي من الكويت، لتتحفظ طهران على تلك الوديعة وترفض تسليمها حيث صـــادرت طائرات عراقية مقاتلة من طراز ميغ 29 ،ميغ 25، سيخوي 25 ،ميراج1 ،سيخوي 22 ،طائرة الأواكس العراقية «عدنان».
طائرا بدون طيار
ستخدم الجيش الإيراني طائرات بلا طيار ليس فقط للاستطلاع والقصف، إنما ولتحديد أهداف صواريخه البالستية بدقة. وعلى وجه الخصوص، جرى الحديث عن استخدام إيران لأول مرة مجموعة من الطائرات بلا طيار خلال هجوم صاروخي ضخم ضد مواقع تنظيم الدولة، ردا على هجوم تبناه التنظيم في طهران.
و كشف الجيش الإسرائيلي عن تفاصيل عملية إسقاط الطائرة الإيرانية المسيرة التي أسقطت مؤخرا، مشيرا إلى أنها مصممة بتقنية «الشبح» التي زودت بها من طائرة أمريكية مماثلة وقعت في يد طهران قبل 6 سنوات.
وقاال المقدم جوناثان كونريكوس، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن «الطائرة الإيرانية من دون طيار كانت في طريقها لتنفيذ مهمة محددة داخل إسرائيل، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي رصدها منذ انطلاقها من مطار سوري إلى أن دخلت المجال الجوي الإسرائيلي يوم السبت الماضي».
صناعات محلية
وبالرغم من أن القدرات العسكرية الإيرانية تخضع لرقابة كثير من الأطراف، إلا أن طهـــران لا تلبـــث بـــين الفينـــة والأخرى أن تفاجـــئ الجميـــع بإعلانها عـــن صناعة عســـكرية جديـــدة، خاصـــة عندمـــا أعلـــن الإيرانيون عن تصنيـــع طائـــرات «صاعقة» فـــي منـــاورات الولايـــة 91، و طائرات «كوثر» وطائرة «مهاجر 6» التكتيكية من دون طيار، فضلا عن إجراء اختبارات لتحليق المقاتلة «قاهر اف 313» كما تتضمن المراسم أيضا تسليم 20 مروحية للقوات المسلحة الإيرانية بعد إجراء عمليات تصليح شاملة لها».
يذكر أن جميع مراحل صناعة الطائرات النفاثة التجريبية تمت محليا، وبذلك دخلت إيران ضمن قائمة الدول، التي تتمتع بقدرات تصميم و صناعة هذه الطائرات.
سوخوي
وتمكنت الجمهوريه الاسلاميه في ايران بعد انتهاء الحرب المفروضه ان تحصل علي عدد من مقاتلات سوخوي-24 الهجوميه القاذقه للقنابل والتي تمتاز بقدرتها علي شن هجمات خاطفه سريعه، حيث تستطيع هذه المقاتلات ان تقصف اهداف ارضيه علي سرعات تفوق سرعه الصوت، وتمتاز ايضا علي التحليق لمسافات طويله وحمل انواع مختلفه من الذخائر وبكميات مختلفه وامتلاكها اجنحه مرتده للخلف، تساعدها علي التحليق علي ارتفاع منخفض جدا ومهاجمه اهداف استراتيجيه معاديه.
تسليح الأسطول الجوي
وهناك نموذجان من الذخائر كان لهما دور مهما في تعزيز الدور الهجومي للقوه الجويه في الجمهوريه الاسلاميه في ايران ابان الحرب المفروضه، وفي الواقع يمكن وصفهما كاسلحه استراتيجيه في سلاح الجو الإيراني (نهاجا)، وأحد هذين السلاحين هما، صاروخ KH-58 المضاد للسفن والاخر قنبله KAB-1500 المضاده للاستحكامات وتحصنات العدو.
عمدت القوه الجويه لجيش الجمهوريه الاسلاميه في ايران بعد أن تمكنت من الحصول علي أعداد أخري من هذه المقاتلات القيمه، وبالاستفاده من تجاربها السابقه في السنوات الثمانيه من فتره الدفاع المقدس، استخدام هذه الذخائر البعيده المدي في مقاتلاتها الهجوميه.
و هناك نموذجين من الذخائر التي كانت لها دور مهم ومؤثر في تعزيز القوه الهجوميه للقوه الجويه للجيش، صاروخ KH-58 المضاد للسفن والاخر قنبله KAB-1500 المضاده للاستحكامات والمواضع والتي تعتبر من اثقل القنابل التي تطلق جوا والموجوده في ترسانه قوات «نهاجا».
في عام 1982م دخل الصاروخ KH-58 المعروف لدي الغرب باسم « AS-11 ILTER» الخدمه في القوات الجويه للاتحاد السوفيتي السابق، ويصل مدي هذا الصاروخ الي 120 كيلومتر وعندما يطلق من الطائره MIG-25MP التي تطير بسرعه 35،2 ماخ فان مداه يصل الي 200 كيلومتر. اما وزن هذا الصاروخ فيبلغ عند الاطلاق الي 640 كغم منها 149 كغم، وزن الراس الحربي. هذا وتم في العقد الثمانين من القرن الماضي تطوير هذا الصاروخ وادخل الجيل الجديد الذي حمل اسم «KH-58U» ايضا في خدمه القوات الجوية السوفيتية.
تم تصنيع النموذج الخاص بالصادرات، علي اساس هذا الصاروخ وحمل اسم «KH-58E ». وفي السنوات التاليه تم تصميم وتصنيع عده نماذج اخري من هذا الصاروخ لاسواق التصدير.
نظرا لاستيراد ايران هذه الصاروخ في اوائل 1990م بشكل واسع وعدم وجود معلومات رسميه حول النموذج الدقيق الذي اُدخل في خدمه قوات «نهاجا» يمكن القول ان اعتبار النموذج « E هو النموذج الذي اُدخل في خدمه القوه الجويه الايرانيه.
ويبلغ مدي هذا الصاروخ مابين 40 الي 200 كم وتنطلق بسرعه تفوق سرعه الصوت بنحو 3.6 مرات. ان 3.6 اضعاف سرعه الصوت تعني ان هذا الصاروخ قادر علي طي مسافه 1234م في الثانيه الواحده، ويحتاج هذا الصاروخ لتدمير المجاميع الراداريه لمنظومه الدفاع الجويه الاميركيه المشهوره «باتريوت» 160كم كاقصي مدي، من 2 الي 2.5 دقيقه فقط .
يتراوح مدي هذا الصاروخ وكما ذكر سابقا، من 40 الي 200 كم وذلك تبعا للارتفاع الذي يطلق منه الصاروخ. ويتناسب سرعه الصاروخ طرديا مع ارتفاع اطلاقه حيث كلما كان الارتفاع اكثر كلما زاد سرعه الصاروخ. وبالطبع، ونظرا لقدره مقاتله سوخوی-24 علي التحليق في ارتفاع منخفض واختراق عمق قوات العدو، فليس هناك ايه ضروره لزياده هذه المقاتله ارتفاعها من اجل الحصول علي اقصي مدي وسرعه.