تساءلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، عن سبب غياب كلا الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا عن مشهد الصراع القائم بين إيران وإسرائيل، حيث طرحت الصحيفة تحليلا للباحثين توني بدران وجوناثان ستشانزر، يتطرقان فيه لتعقيدات الصراع بين الطرفين في ضوء التطورات الأخيرة.
وقال الباحثان إن «الاشتعال قد يكون بدأ بعد نصف قرن من التسخين على حرارة دافئة، ففي ليلة الجمعة أرسلت إيران طائرة دون طيار من سوريا، حيث اخترقت المجال الجوي الإسرائيلي فوق هضبة الجولان، وقامت إسرائيل بتدميرها من طائرة أباتشي، ثم قامت إسرائيل يوم السبت بإرسال 8 طائرات (أف-16) عبر الحدود لضرب قاعدة جوية في محافظة حمص، هي قاعدة (ت-4)، التي انطلقت منها الطائرة الإيرانية دون طيار، بالإضافة إلى عدد آخر من الأهداف الإيرانية».
إثارة روسيا
واعتبر الباحثان أن «إسرائيل غامرت يوم السبت بالتسبب بإثارة روسيا، خاصة أنها لم تحذر موسكو مسبقا حول الهجوم، حيث يختلط العسكريون الروس أحيانا مع وحدات الدفاع الجوي السوري، ويكونون أحيانا في قاعدة (ت- 4)، ولذلك يمكن أن يكون في الضربة رسالة للروس بالقدر الذي كان فيها رسالة للمحور الإيراني».
ويقول الكاتبان إنه «ليس واضحا عما إذا كانت روسيا تعرف مسبقا بعملية الطائرة دون طيار الإيرانية أم لا، كما أننا لا نعلم إن كانت روسيا على علاقة بإطلاق صاروخ أرض جو، الذي أسقط الطائرة الإسرائيلية، لكن الذي نعلمه هو أنه بعد عدة غارات جوية على سوريا على مر عدة شهور، كانت هذه هي المرة الأولى التي استطاعت فيها الدفاعات الجوية السورية ضرب هدفها، وهذا يشير إلى تورط روسيا».
لصالح أمريكا
و نوه الباحثان إلى أن «الإسرائيليين يعملون مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أكدت حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، فذلك الإعلان سيكون مهما عندما تدرس إسرائيل خياراتها، وتستمر واشنطن بتعديل سياستها الجديدة باستهداف إيران، مستخدمة عدة أدوات، لكن تبقى تلك السياسة مرهونة لاتفاق البيت الأبيض مع روسيا؛ للإبقاء على منطقة تهدئة في جنوب غرب سوريا، وهو اتفاق يساعد إيران والوضع الراهن».
ويشير الكاتبان إلى أن «كلا من وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين شجبتا إيران، ووقفتا مع إسرائيل، والسؤال الآن هو عما إذا كانت إدارة ترامب ستذهب إلى ما هو أبعد، ففي خطاب لوزير الخارجية ريكس تيلرسون الشهر الماضي، للكشف عن استراتيجية الإدارة بشأن سوريا، أكد أن أمريكا لا تسعى فقط للحفاظ على أمن حلفائها، لكن لحرمان إيران من (حلمها بقوس شمالي) من طهران لبيروت».
ويختم الباحثان مقالهما بالقول إن «الطريقة الجيدة لتحقيق هذين الهدفين ستكون من خلال دعم ردود الفعل الإسرائيلية ضد العدوان الإيراني، الآن وفي المستقبل».