ما إن تذكر إيران حتى يربط السامع بينها وبين الدين الإسلامي، خاصة الشق الشيعي منه، لأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعرف بكونها دولة متشددة للدين الإسلامي، غير أنه بالتأكيد قبل ظهور الدين الإسلامي تدينت إيران بعدد من الديانات الأخرى، والتي أقام لها الإيرانيون القدماء شعائرها، وتمسكوا بها بشكل كبير، فالتدين بشكل خاص مظهر لافت فيما يخص الشعب.
الزرادشتية
آمن الإيرانيون بالديانة “الزرادشتية” وحتى الآن هناك بعض الأشخاص داخل إيران يؤمنوا بهذه الديانة، وأخذت هذه الديانة اسمها من “زرادشت” وتنص الديانة على وجود قوتين، الأولى قوة الخير التي تسمى “اهورامزدا” والثانية قوة الشر التي تسمى “أهريمن” بينما يرون أن الخير سينتصر في النهاية، كما يؤمنوا بالنور وبالنار، حيث يعبدوا النار في الأصل.
وفي الأصل قام زرادشت بالتعديل في الديانة المزدية، غير أنه استفاد من الكثير من الأفكار الخاصة بها، كما آمنوا أيضًا بالحياة الأخرى والثواب والعقاب، ولكن في نفس الوقت مع قيامة الموتى وبعث الأرواح، وبهذا جمع زرادشت بين ما يؤمن به الهنود القدماء بشأن نهاية العالم، وما يؤمن به المصريون القدماء بشأن الحساب.
المانوية
ظهرت بعد الديانة الزرادشتية ديانة أخرى تسمى “المانوية” نسبة إلى مؤسسها “ماني” غير أن هذه الديانة لم تستمر لفترة طويلة مثلما فعلت الزرادشتية التي ظلت داخل إيران لأكثر من ألف عام، حتى بعد مجئ الفتح الإسلامي إلى أن قلت تدريجًا.
وبالنسبة إلى ماني، فإنه لتدعيم دينه الجديد زعم أنه “الفارقليط” الذي بشر به نبي الله عيسى عليه السلام، مما جعل له العديد من الاتباع بالفعل، ورأى ماني أن العالم مقسم ما بين النور والظلام، في حين يتكون النور من خمسة أشياء تعد وسائط بين الرب وعباده هي “الحلم والعلم والعقل والغيب والفطنة” بينما تكون العناصر الخمسة للظلام هي “الضباب والحريق والسموم والسم والظلمة” ويعد ماني متأثرًا بأفكاره هذه بالعديد من الديانات القديمة مثل المسيحية والبوذية والزرادشتية.
المزدكية
والديانة “المزدكية” سميت بناء على مؤسسها “مزدك”، وقاد حركة شعبية كبيرة ضد الديانة الزرادشتية، وانتشتر هذه الديانة بالفعل في القرن الخامس للميلاد، خاصة بعد اعتناق الملك “قباذ الأول” لها، غير أن الزرادشتين ثاروا عليها، كما قام أتباعه بإحراق وثائق النسب، دعوة لتساوى البشر بينهم وبين بعضهم، بل وصل الأمر إلى اقتحام الثوار للقصور وسرقة الأموال إلخ، مما جعل الأمر صعبًا جدًا بالنسبة لهذه الديانة، التي أغضبت فصيل كبير في المجتمع، خاصة بعد ارتداد الملك عنها.
اليزيدية
هي مجموعة دينية موجودة في عديد من الدول، خاصة في إقليم كردستان والعراق وسوريا وتركيا إلى جانب إيران بالطبع، ويرى أتباع هذه الديانة أن اليزيدية وجدت من وقت آدم وحواء، غير أن هذه الديانة انبثقت بشكل خاص من الديانة البابلية القديمة، كما يرى أن هذه الديانة متأثرة بعدة ديانات مثل المسيحية وكذلك البوذية والزرادشتية.