مع استمرار الصراع اللامنتهي بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ألقى هذا الخلاف السياسي -الذي قد يصل إلى خلاف حربي في أي وقت- بحمولته على إنتاجات هوليود، والتي قدمت أكثر من تجربة سينمائية توضح بشكل الكبير عدم استهانة الجانب الأمريكي بقوة دولة الملالي، مجسدة إياها بأحد أهم أعدائها على مستوى العالم والخطر الأبرز المحتمل على أمنها الداخلي وأمن رعاياها المنتشرين على بقاع هذا الكوكب.
Transformers
وهو ما يظهر جليًا في افتتاحية الجزء الأول من سلسلة أفلام “Transformers” “المتحولون” من إنتاج عام 2011 للمخرج مايكل باي، فالفيلم يبدء باكتشاف آلي جديد يقضي بمفرده على كتيبة كاملة من أهم القوات الأمريكية المسلحة، وعبر أحداث الفيلم ترجح أجهزة المخابرات الامريكية أن الروس أو الإيرانيبن هم من وراء صناعة هذا الآلي الذي وصفوه بالسلاح الفتاك والذي لم تستطيع كتابئهم ولا أسلحتهم المتطورة أن تقف أمامه أو تجاريه حتى.
ولكن مع تتابع الأحداث يكتشف أن هذا الآلي ليس إلا مجموعة من المتحولين -آليون يستطيعون التنكر بشكل أية آلة كسيارة أو جهاز كمبيوتر أو حتى تليفون جوال- قادمون إلى كوكب الأرض من إحدى الكواكب الأخرى ويهدفون إلى استعمار الأرض والاستيلاء على ثرواتها لبناء كوكبهم من جديد بعد الدمار الذي حل عليه.
ومع هذا الجملة القصيرة التي ظهرت فيها الجمهورية الإسلامية الإيرانية رفقة دولة روسيا باعتقاد أمريكا بأن صناعة هذا الآلي لن تخرج من هاتين الدولتين تنقل بشكل أو بآخر النظرة المتواجدة بالمجتمع الأمريكي لهذين الدوليتين بالأخص على انهما ألد أعدائهما من ناحية، ومن جهة أخرى هما القادرتين على صناعة أسلحة متطورة تفوق بمراحل التطور الذي وصل إليه صناع الأسلحة الأمريكية.
Safe Hose
وفي فيلم “Safe Hose” إنتاج عام 2012 للمخرج “دانيال اسبينوزا” ومن بطولة النجمين “دينزل واشنطن” و”ريان رينولدز”، تظهر هنا إيران كواحدة من الدول التي من الممكن أن تدفع الكثير من الأموال بغرض السيطرة على معلومات مخابراتية في غاية الخطورة حول جهاز المخابرات الأمريكية CIA وأهم عملائها المنتشرين حول العالم.
فالفيلم الذي تدور أحداثه حول مطاردة CIA لأحد عملائه السابقين، ومحاولة القضاء عليه بأية شكل من الأشكال بسبب اتهامات موجه إليه ببيعه معلومات تخص هذا الجهاز لصالح إيران في وقت من الأوقات وفي أحيان اخرى لصالح الصين وروسيا، بمعنى أصح يحاول أن يظهر الفيلم هذا العميل بأنه لا يهمه لمن يبيع تلك المعلومات بل يهمه من يدفع أكثر.
ومع تتطور الأحداث وبشكل يحسب لصناع الفيلم الذين لا ينحازون لجهاز المخابرات الأمريكي، يكتشف متابعوه أن تلك المطاردة ومحاولات قتله بأي شكل كان ناتجًا من كونه تحصل على معلومات جديدة توضح مدى الفساد المسيطر على الجهاز المخابراتي الذي قد يضي بأهم أفضل عملائه فقط حتى لا يكن في موضع شك أمام استجوابات مركز الشيوخ الأمريكي.
طيلة أحداث هذا الفيلم أيضًا لم يتعرض صناعه إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلا بتلك الجملة، التي أوضحوا أنها إحدى الدول التي قد تهتم بشراء مثل هذه المعلومات، ورغم أن تلك الجملة القصيرة كانت كفيلة بإظهار دولة الملالي كند حقيقي للمتحكمة الرئيسية في مصير أغلب دول العالم الآن.
Red
وفي عام 2013 ظهرت إيران مرة أخرى بأنها الدولة الأولى التي تسعى للحصول على أية معلومات تخص الأمن الامريكي، وذلك ضمن أحداث الجزء الثاني من فيلم “Red” للنجمين “بروس ويليس” و”أنتوني هوبكنز”، والفيلم بشكل كبير تتشابه حبكته الرئيسة مع فيلم “دينزل واشنطن” و”ريان رينولدز”، ولكن هذه المرة لا تطمح إيران لشراء معلومات استخبارتية، ولكنها تطمع في معلومات حول نظام الدفاع الأمريكي كان قد عرضها للبيع أحد الفرنسيين وهدد بنشرها على الانترنت.
الفيلم وبطريقة ما يعرض كيف أن أجهزة الاستخبارات في أمريكا وفي بريطانيا وفي روسيا أيضًا يجتمعون سويًا للوصول إلى هذا المهدد قبل تفاوضه مع أيران بشأن بيع المعلومات التي تحصل عليها، ورغم أن الفيلم وعلى عكس التجارب السابقة لم يتضمن في حواره وجمل ممثليه كلمة إيران إلا أن هذا يفهم بشكل ضمني خلال مشهد التفاوض الذي يجمع “الضفدع” (لقب مسرب المعلومات بالفيلم) مع شخصين بملامح ومسميات إيرانية.
Rbocop
وبأطروحة مغايرة خرج فيلم “Rbocop” عام 2014 الذي أخرجه “جوسيه بادليها” وجمع في بطولته كلا من النجوم “جويل كينما” و”جاري أولدمان” و”صامويل جاكسون” و”مايكل كيتون”، فالفيلم يذهب بالصراع الإيراني الأمريكي إلى عام 2028، وويتوقع صناعه أن تحتل أمريكا دولة الملالي لكن هذا لا يعني سيطرتها على الوضع، حيث تصبح العاصمة طهران أخطر مكان على وجه الأرض يهدد الجنود الأمريكيين ويصدر أرواحهم بالمئات كل يوم، لذلك يخطط بعض مطوري الأسلحة في مواجهة الإيرانين بمجموعة من الروبوتات المقاتلة لكن هذا لا يجدي نفعًا أيضًا، وفي نفس الوقت يقوم بعض الانتحاريين الإيراينين بتفجير هذه الروبوتات في بث مباشر للشركة صناع تلك الروبوتات خلال حملة ترويجها بأنها الحل لتقليل من عمليات إزهاق أرواح الجنود الأمريكية.
وهنا وبطريقة غير مباشرة تخرج أيضًا رسالة من السينما الامريكية بأن إيران ستظل العدو الأول لأمريكا وأمنها وسلامة رعاياها حتى لو دخلت القوات الأمريكية طهران مستقبلًا.